قطعت جماعة الحوثي المسلحة، امس الاثنين منطقة التحرير ومناطق صنعاء القديمة ومنطقة حي مجلس الوزراء، منطقة السائلة، وعددًا من الشوارع القريبة من رئاسة مجلس الوزراء، التي تعتبر أحد الخطوط الرئيسية الرابطة بين مناطق العاصمة صنعاء. وقام المسلحون الحوثيون المعسكرون على مداخل العاصمة بحفر الخنادق وبناء المتاريس، وخصوصًا في مخيمهم بمنطقة الصباحة، المُتحكم بأهم منفذ تجاري للعاصمة، وفي مخيمهم المسلح بمنطقة الرحبة الواقع على بعد كيلو متر واحد من مطار صنعاء وقاعدة الديلمي الجوية. فيما قال مصدر أمني إن اشتباكات عنيفة اندلعت إثر هجوم مسلحين مجهولين، يعتقد ارتباطهم بالحراك المسلح، على موقعين عسكري وأمني في مدينة الضالع جنوبي اليمن. وفي اطار التصعيد من قبل جماعة الحوثي، قالت مصادر خاصة لـ»المدينة»: ان الجماعة نقلت ليل الاحد، كميات كبيرة من الذخائر، والأسلحة الثقيلة، والآليات العسكرية إلى مُخيماتها المسلحة في مداخل العاصمة صنعاء. وقالت مصادر في مدينة عمران: إن آليات عسكرية وأسلحة ثقيلة وعشرات المسلحين من أتباع جماعة الحوثي غادروا مدينة عمران، فجر يوم أمس الاول (الاحد)، باتجاه العاصمة. وأضافت المصادر أن الحوثيين أطلقوا ما اسموه نداء «حي على الجهاد»، عبر مكبرات الصوت في مسجد «السلام» وسط مدينة عمران، وهو النداء الذي سمع في جميع أنحاء المدينة، وبعده بعدة دقائق بدأ عشرات المسلحين الحوثيين بالتجمع والاحتشاد حول النافورة بالمدينة. وأشارت المصادر إلى أن نحو 15 طقمًا مسلحًا تابعًا لجماعة الحوثي تحركت وعلى متنها عشرات المسلحين، من مدينة عمران باتجاه منطقة ثُلا، شمال غرب صنعاء، قبل أن تواصل طريقها إلى منطقة الصباحة بمديرية بني مطر بمحافظة صنعاء، على المدخل الغربي للعاصمة. وفي حين قالت مصادر حكومية لـ»المدينة»: ان اللجنة الحكومية المكلفة بالتفاوض مع الحوثيين استئانفت امس اتصلاتها بالحوثيين لبحث الخطة التي طرحتها الرئاسة اليمنية واللقاء الموسع الذي عقد السبت بالعاصمة صنعاء والمتضمنة اقالة حكومة باسندوة وتشكيل حكومة وحدة وطنية ودراسة قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية. وقال شهود عيان لـ»المدينة»: ان الحوثيين قاموا بقطع طريق سائلة صنعاء القديمة، كما توقفت مسيرتهم جوار البنك المركزي اليمني الذي اغلق ابوابه وأحيط البنك بحراسة مشددة من قوات الامن الخاصة وشوهدت عربات ومصفحات عسكرية وانتشرت قوات من الشرطة في الاحياء المحيطة بالبنك المركزي، فيما توجهت مسيرة ثانية للاعتصام امام مقر الحكومة في حي الاذاعة. وقال: ان مسيرة التصعيد التي دعا لها عبدالملك الحوثي وصلت -امس- الى امام مقر رئاسة الوزراء ومجلس النواب.. مضيفًا «إن هذه الخطوة الأولى من المرحلة الثالثة التصعيد لإسقاط المؤسسات ومن ثم العصيان المدني عن طريق إغلاق تلك المؤسسات وكذا قطع الشوارع، حيث من المقرر ان يستحدث امس الاثنين عدد من مخيمات الاعتصام بأمانة العاصمة. وأكد شهود عيان ان المسلحين الحوثيين وقفوا على مداخل الشوارع الممتدة من شارع الدائري وما كان يعرف بساحة التغيير إلى ميدان التحرير، وهو خط المسيرة الذي رسمته اللجنة التنظيمية للحوثيين. وكشف مصدر امني لـ»المدينة» عن اعتزام جماعة الحوثي سوف تقيم ثلاثة مخيمات للاعتصام في كل من وسط التحرير (قلب العاصمة صنعاء) وامام مقر الحكومة ومجلس النواب كخطوة اولى في مرحلة التصعيد الثالثة والأخيرة التي اعلنها ليلة امس الاثنين زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي في خطاب متلفز بثته قناة «المسيرة» التابعة لجماعة الحوثي. وأضاف: «ان المرحلة الثانية سيقام فيها أكبر مخيم في ميدان السبعين، جنوب العاصمة، بالقرب من دار الرئاسة اليمنية. وأشار شهود عيان إلى انتشار عدد من مسلحي الجماعة في عدد من شوارع العاصمة صنعاء، خصوصًا الشوارع التي أغلقتها عناصر الجماعة. وأكد مواطنون قيام عناصر الحوثي بالتعدي على عدد من السيارات المتواجدة بالمنطقة، ومنع حركتها بالقوة، مع اعتصامهم بوسط الطرق الرئيسية. وعبر المواطنون عن غضبهم الشديد بسبب تعطل مصالحهم وعدم قدرتهم على الوصول إلى مقرات أعمالهم. وسادت حالة من السخط أوساط المواطنين وعبروا عن استيائهم الشديد جراء قيام جماعة الحوثي المسلحة بقطع العديد من الشوارع وتساءلوا: «أي ثورة هذه التي تقطع الشوارع وتمنع وصول المرضى من ذوي الحالات الحرجة والطارئة إلى المستشفيات». وتأتي تظاهرات جماعة الحوثي المسلحة بعد دعوة وجهها زعيم الجماعة وأعلن فيها المرحلة الثالثة من التصعيد والأخيرة، وقال شهود عيان إنهم لاحظوا انتشارا أمنيا كثيفا في مختلف الشوارع بالتزامن مع انتشار قوات مكافحة الشغب. وأكد سكان محليون في مدينة عمران أن احتشاد المسلحين الحوثيين في جولة النافورة الواقعة على خط صنعاء - عمران استمر عقب انطلاق الدفعة الأولى من المسلحين باتجاه العاصمة.