الجولة الثالثة من دوري عبد اللطيف جميل التي أنهت أعمالها أول أمس الأحد بلقاءين بين الهلال والأهلي وانتهى سلبياً وبين الشعلة والاتحاد بثلاثية في مرمى الشعلة وحصادها حصول ثلاثة فرق على العلامة الكاملة بتسع نقاط هم حسب الترتيب المتقدم في سلم الدوري الشباب والنصر والاتحاد. مرت الجولة برتم فني أقل من الجولتين السابقتين رغم أنها شهدت لقاء الكبيرين الهلال والأهلي الذي خلا من الأهداف مع تميز فني لصالح الملكي الأخضر وانعطاف سلبي في مستوى الفريق الأزرق. في هذا المقال سأركز على حدث قلما يحصل في ملاعب كرة القدم وبنفس الرسم الفني كالذي حدث في لقاء الخليج والنصر في الدمام السبت الماضي الذي انتهى لصالح النصر بهدف يعد هدية من حارس الخليج الذي أبعد كرة بطريقة بدائية لتجد الكرة وليس محمد السهلاوي نفسها ترتطم باللاعب وتدخل المرمى كان ذلك في الشوط الأول. المباراة في الشوط الثاني تحديدا وهو اللافت من حيث شكله الفني للفريقين بدا وكأنه يشبه مباراة في كرة يد على مرمى الخليج فقد تناقل لاعبو النصر الكرات العرضية بكثرة لافتة معظم فترات الشوط بالقرب من منطقة الثمانية عشرة المغلقة بتسعة لاعبين من الخليح. الطريقة التي تناقل بها لاعبو النصر الكرة تذكر بكرة اليد دون أن يستطيعوا خلق ثغرات في دفاع منافسهم لاقتحام منطقته باستثناء فرص محدودة نفذوا منها إلى المرمى دون فاعلية للتسجيل. والخطة الفنية الخلجاوية المكتنزة في خط الدفاع ما كان لمدرب الخليج جلال قادري اللجوء إليها بهذه الكثافة ما لم يكن يعرف مسبقاً فكر المدرب النصراوي كانيدا ويقينه بعجزه عن إيجاد حلول لفك شفرة دفاع الخليج وقد نجح مدرب الخليج في الحد من خطورة لاعبي النصر المكبلين بخطة عقيمة جدا لا تأتي بالفوز. وفرض مدرب الخليج قادري بدفاعه الكثيف إبقاء النتيجة عند الهدف النصراوي اليتيم وساعده على ذلك تصرف كانيدا بسحبه لهداف الفريق محمد السهلاوي في وقت مدرب الخليج يدافع بتسعة لاعبين ومدرب يلعب في نصف ملعب منافسه يسحب مهاجما في وقت كان الموقف الفني يتطلب الدفع بمهاجمين إضافيين وفتح اللعب من الأطراف والتسديد بقوة من العمق. وبعد هذا التصرف الفني المفلس لا يمكن أن يراهن على عقلية مدرب بهذا التواضع المكشوف وأمام فريق صاعد حديثا إلى الممتاز.. والتساؤل كيف ستكون طريقته أمام الفرق الكبيرة التي تملك ترسانة من اللاعبين المؤثرين؟ وإن كان هناك من حسنة لكانيدا في لقاء الخليج فهي إعادته للاعب الماهر يحيى الشهري لمركزه الرئيسي كصانع ألعاب ويقابل هذه الايجابية الوحيدة سلبيات فنية كثيرة منها وضع اللاعب البولندي أدريان في مركز غير مناسب خلف رأس الحربة إنه العبث الفني في مشهده الكامل. يبقى القول إن العالمي قدم مستوى مقبولاً في الجولات الثلاث الماضية ووضح جلياً أنه يفتقد إلى الاستثمار الذكي لإمكانات اللاعبين والتعقيد الفني غير المنتج الذي فرضه المدرب الأسباني كانيدا نزع منهم مفاتيح التأثير الحاسمة الفعالة. فقد ظهر واضحاً أن كانيدا من النوع الذي لا يجيد تكييف خططه بما يتفق ومهارة لاعبيه ومناطق نفوذهم في العطاء وكذلك ضعف قراءاته لخصومه في الملعب. ومتاعب النصر من خلال ثلاث جولات بانت لكل من لديه حد معقول من القراءة الفنية.. والمؤشرات أن المدرب كانيدا هو نقطة الضعف في الشكل الفني للفريق الذي يملك أفضل اللاعبين المحليين. وكلام الأمير فيصل بن تركي عقب لقاء الخليج وقوله إنه يثق في جهاز فريقه الفني لا يمكن أخذه على محمل الجد، ربما أراد فيصل إطلاق هذا الكلام حرصاً على مصلحة فريقه من الاهتزاز وفي ذهنه البحث عن بديل وليس دفاعاً عن مدرب غالبية الجماهير النصراوية لا تريد استمراره. وإن كان كلام الأمير فيصل وهو الذي يقال عنه إنه أصبح ناضجاً إداريا بعد أكثر من أربع سنوات على كرسي الرئاسة صادرعن قناعة فنية بكانيدا فهو وكانيدا سواء في ضعف حيلتهما في الموضوع الفني الكروي.