عندما تجد أنَّك فجأة وبلا مُقدِّمات تُصاب بحالة من الهستيريا الحركية التي تجبر عنقك ورأسك على التلفّت يمنة ويسرة، وأنت تردد: -لا.. لا.. لا-. عندما تتوجّه إلى متنزه لتنعم غصبًا عنك بالهدوء المشوّش الذي يلفّه الضجيج!؟. عندما تعلم أن سر اللاءات تلك يكمن في أبرز مكملات مكان التنزه!!. عندما تتقاطر على رأسك أرتال متحركة من الباعة الجائلين ومخلفاتهم.. تشتروا ألعاب؟.. لا، تشتروا طراطيع؟.. لا، تشتروا حلاوة؟.. لا.. لا.. لا. فاعلم أنك لا محالة على كورنيش جدة الجديد!!.. هنيئًا لنا بهذه المشاهد الملتصقة فوق أرصفة الكورنيش سابقًا ولاحقًا.. طولاً وعرضًا. ****** عار على مسؤولٍ ما.. في دائرةٍ ما.. وتحت أي ضغطٍ ما.. أن يمنح صلاحيات العمل والتصرف لمن يُقدِّم له خدمات أكثر!! ويفرش له دربًا من الحلول تقيه عثراته المادية والمهنية في هذه الدائرة أو تلك.. ومع هذه الجهة أو تلك!!. حين تتكشف أمام الموظف نقاط ضعف ذاك المسؤول.. فلا غرابة أن يُوظّفها لصالحه، ولو كان ذلك على حساب حقوق البقية الباقية من المعذبين البؤساء في دائرته. ومتى ما حدث ذلك، فاعلم أنك أمام مشهدين كلاهما أشرس استبدادًا وتجبرًا من الآخر. الأول.. مسؤول لا ضير عنده أن يرغم من معه على دفع فاتورة العطايا تلك بأي وسيلة دون النظر في الاعتبار إلى كرامة وحقوق من هم تحت إدارته. والثاني موظف.. تَسَلَّمَ الخيط والمخيط.. يُصَرِّف ويتصرَّف.. ويخلق الفجوة إثر الفجوة، فيمتد الفراغ وتتسع الهوة. مرصد.. بين المشهد والمشهد.. يبقى الأثر ملتصقًا بنا، وإن اختلفت الأدوار.. واختفت بعض الوجوه.. وتبدَّل الزمان. Ksa.watan@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (76) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain