واجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الاحد انتقادات من أعضاء بالكونجرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي على السواء بسبب سياساته الخارجية بينما يبذل جهودا مضنية بشأن أزمات في العراق وسوريا وليبيا وأوكرانيا. وانتهز اعضاء جمهوريون بالكونجرس فرصة تصريحات أدلى بها أوباما يوم الخميس الماضي عندما قال "ليس لدينا استراتيجية بعد" لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية قائلين بان ذلك ينم عن تردد. ووجه ديمقراطيون بارزون اليوم الاحد انتقاداتهم لسياسات أوباما الخارجية ووبخوه بسبب "تحفظه الزائد" بشأن الملف السوري وحثوه على ان يضاعف جهوده لمساعدة أوكرانيا على مقاومة تقدم الروس. وقالت ديان فاينشتاين رئيسة لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ لبرنامج تذيعه محطة ان بي سي اليوم ردا على تصريحات اوباما بشأن التعامل مع الدولة الاسلامية "ادركت شيئا واحدا عن هذا الرئيس وهو انه متحفظ للغاية." وحذر عضو مجلس النواب ادم سميث زعيم الديمقراطيين بلجنة القوات المسلحة بمجلس النواب من ان أي إجراء بشأن سوريا يتعين التفكير فيه مليا لتجنب دعم نظام الرئيس السوري بشار الاسد دونما قصد. إلا انه انضم الى الجمهوريين في حث اوباما على تقديم المزيد بدلا من مجرد المعونات غير القتالية لحكومة أوكرانيا وهي تقاوم القوات الروسية. تجيء هذه الانتقادات فيما تواجه حكومة اوباما عددا لا يحصى من الأزمات في شتى أرجاء العالم ومنها الانباء الخاصة بتعرض ملحق بمبنى السفارة الامريكية في طرابلس بليبيا لهجوم. وردا على انتقاد تصريحات اوباما بشأن الافتقار الى الاستراتيجية قال مسؤولو البيت الابيض ان ذلك يبين ان وزارة الدفاع (البنتاجون) لاتزال تعكف على تجهيز الخيارات بشأن عمل عسكري محتمل في سوريا. وأكد مسؤولون أمريكيون ان الادارة لديها استراتيجية اوسع نطاقا وان الخطة العسكرية مجرد عنصر منها. وتجسد تصريحات اعضاء الكونجرس قلقا متزايدا من تهديدات محتملة للامن الداخلي تتمثل في مئات من المواطنين الامريكيين والبريطانيين والكنديين ممن تدربوا على القتال في سوريا. الا ان اوباما ربما يكون لايزال يواجه مصاعب في كسب تأييد من الكونجرس المنقسم على نفسه بشدة بشأن القيام بعمل عسكري ضد الدولة الاسلامية. وقال مايك روجرز رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب "سياسته الخارجية تمثل فشلا ذريعا." وقال السناتور الجمهوري جون مكين إن قيام واشنطن بعمل ضد الدولة الاسلامية يستلزم قوات أمريكية خاصة للعمليات ومزيدا من المراقبين الجويين والمستشارين لتدريب الجيش العراقي الذي شارف على الانهيار مع مشاركة دول أخرى. لكنه قال إن اوباما يواجه مأزقا في تشكيل تحالف للقيام بعمل ضد الدولة الاسلامية بعد تراجعه عن توجيه ضربات ضد سوريا العام الماضي.