لم يتجاوز عمر بشر (موثق) على وجه الأرض - بخلاف الأنبياء - الـ 122 عاما، وكانت من نصيب الفرنسية جين لويس، التي توفيت عام 1997م، وأخيرا ذكرت الصحف أن هناك معمرا سعوديا بلغ 180 عاما ويدعى عطية آل عطية من نجران جنوب السعودية! أما الكائنات الحية الأخرى فقد حباها الله بصفات وقدرات تمكنها من العيش لملايين السنين، وبعضها ما زال موجودا معنا حتى اليوم؛ منها أشجار الصنوبر المسماة (ميثيوسيلاه) مأخوذ من اسم أحد أبناء الجيل الرابع من أبناء نبي الله شيث عليه السلام؛ وهو الابن الثالث لآدم عليه السلام الذي عاش طويلا، لذا سميت باسمه، وتمكنت هذه الأشجار من العيش في أقسى الظروف المناخية من برد وشح مطر لمدة تجاوزت الـ 50 ألف سنة! وفي عام 2000م اكتشف علماء أمريكيون بكتيريا ظلت حبيسة داخل تجمعات ملحية في سبات عميق لمدة 250 مليون سنة على عمق أكثر من 600 متر تحت الأرض، ثم عادت للحياة مرة أخرى بعد توفير الظروف المناسبة لها من قبل العلماء وإخراجها من مخبئها، الذي سكنت إليه قبل عصر الديناصورات! أما (البكتيريا الزرقاء) التي وجدت غرب أستراليا وتعرف بالبكتيريا منتجة الطاقة فقد عاشت لمدة 3.5 مليار عام، ويعتقد أنها كانت المسؤولة عن أكسدة الغلاف الجوي! وفي أستراليا أيضا يوجد حيوان الأسفنج المعمر إذ يبلغ عمره 580 مليون سنة، وساعده على العيش لهذه السنوات الطويلة مناعته وحصانته ضد أعدائه، وقدرته على تحدي الظروف البيئية، مما دفع العلماء للاستفادة من قدراته واستخلاص مواد تقوي مناعة البشر وتعالج الأمراض! أما قنديل البحر فقد تستغرب أن عمره بلغ 509 ملايين سنة رغم بساطة تكوينه! وهناك نوع من النمل الأبيض "مارتيليس هيبوريكا" عمره بلغ 100 مليون عام ولم يتغير في تكوينه شيء مذ خلق، وتم اكتشافه في الأمازون عام 2000م حتى الآن. وشجرة "الجينكو بيلوبا" وهي حاليا الشجرة الوحيدة المتبقية من نوع الـ "جينكجولز"، عاريات البذور التي يعود تاريخها إلى 270 مليون سنة ماضية في (العصر البرمي) التي انقرض معظمها بسبب التغيرات الجيولوجية الضارة ولم يتبق منها إلا أربعة أنواع فقط، وعرفت أيضا "بشجرة الحياة"؛ لأنها النبتة الوحيدة التي بقيت حية في هيروشيما بعد إلقاء القنبلة الذرية عليها! ولها استخدامات عديدة في الطب الحديث أهمها تنشيط الذاكرة وعلاج الزهايمر ومقوّ عام.