في الأسبوع الماضي كتبت بأن الارتفاع الكبير في حوادث المرور وما نتج عنها من خسائر في الأرواح والممتلكات يستدعي وجود إدارة أزمات للمرور، وأي أزمة أكثر من الوفيات اليومية الكثيرة بحوادث المرور وما يلحق بها من إعاقات وغيرها. مما يؤكد وصول الحوادث المرورية إلى إدارة أزمة الإحصاءات من المرور نفسه، فقد أعلن المتحدث الرسمي لمرور الرياض أن حملة قام بها المرور مدة عشرين يوما في طرقات وأحياء الرياض أسفرت عن تحرير 200 ألف مخالفة مرورية من خلال 6 آلاف مخالف، أي عشرة آلاف مخالفة في اليوم الواحد، وثلاث مئة مخالف يومياً وهذا ليس كل المخالفات وليس كل المخالفين بل ما تم رصده في عشرين يوماً في نقاط محددة، ويشكر ذلك لمرور الرياض، والأمل أن تكون الحملة دائمة وألا يفرق بين المخالفات من قطع الإشارة والسرعة إلى ربط الحزام والتظليل والجوال فكلها مخالفات تؤدي لهلاك المخالف ومن يسير في الطريق منا منضبطاً بقوانين المرور. وأعلن المرور أن نتائج التحقيق في الحادث المأسوي الذي هلك فيه 11 فرداً من عائلة واحدة قرب أشيقر كان بسبب تهور سائق الشاحنة التي سحقت العائلة، ونشر في الصحف أيضا يوم 1/11/1435هـ مأساة مماثلة في محافظة الوجه لضحايا حادث لعائلة واحدة مكونة من 9 أشخاص توفى منهم ثلاثة، ومثله حادث مروع في المزاحمية توفى فيه شابان من عائلة واحدة لاصطدامهما بشيول يقوده آسيوي، ويماثل ذلك إصابة ثلاثة اشخاص باصابات خطيرة نتيجة تصادم ثلاثي في الباحة بين معدة ثقيلة وصهريج مياه وسيارة صغيرة، وتسبب حادث اصطدام آخر بصبات خرسانية محاذية للطريق في إصابة خمسة اشخاص واحتجاز ثلاثة وتسببت السرعة في وفاة شاب في الأحساء، حوادث مرعبة، لا تقل عن الحروب. هذه الحوادث حصدت كثيرين ومنها ما حصد اسرة واحدة، وهي مفرقة من مختلف المناطق وليست إلا امثلة ولا أظنه تفتح قبور وتغلق يومياً اكثر من قبور حصائد حوادث المرور، ألا يكفي أن ما رصد من مخالفات في يوم واحد، في مدينة واحدة زاد عن عشرة آلاف مخالفة، فكيف لو تم الرصد كاملاً وهو غير ممكن لأن السيل قد بلغ الزبى. إن الخوف الذي يسيطر على كل قائد سيارة من توجس حادث في أي لحظة لم يأتِ إلا من هذه الحوادث المروعة التي تنتج عن متهور لا يرعى حرمة الأنفس وما يترتب على موتها من مأس للأولاد والأزواج والآباء والأمهات، وما يتسبب في حرمان مريض من سرير في مستشفى بسبب صريع حادث. لعل حملة مرور الرياض تكون بداية لحملة شاملة في كل المدن والقرى والطرق حتى يأمن الناس على أرواحهم، ولا بد من إعطاء المرور كل ما يطلبه من دعم من العاملين ومن المال لإيقاف هذا البلاء الذي أتى على الأرواح والممتلكات، ومن لم يمت به يعش في فزع، وكل ما رأيت حملة توقف المتهورين في الرياض دعوت الله أن يكون عونًا لهم، فهم يمنعون قاتلاً من قتل الآمنين. Ibn_Jammal@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (55) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain