×
محافظة المنطقة الشرقية

تهيئة 450 متدربا في تقنية الأحساء لتحقيق النجاح التخصصي

صورة الخبر

لا أظنكم تخالفونني الرأي إن قلت إننا أمة غالباً ما تفكر بطريقة عكسية، للبحث عن الأسباب بعد وقوع النتائج، وعندها نشكل لجاناً، ونقيم مؤتمرات، ونطرح تلك النتائج في البرامج، ونحاور المسؤولين وأصحاب الرأي، والكلمة للبحث عن أسباب حدوث تلك الظواهر، وذلك بعد تفشي الظاهرة، وتجذرها في عصب مجتمعاتنا، وحدوث نتائج سلبية تحتاج إلى وقت لتفعيل الحلول. أود الحديث هنا عن تفشي ظاهرة جرائم العاملات في المجتمع السعودي. صحيح أن العاملات شر لا بد منه عند البعض، إلا أن هناك بعض العائلات اكتفت عن ذلك الشر، واستطاعت أن يكون البيت ملئ بجو الألفة والمحبة والدفء، بعدم وجود كيان غريب يراقب كل ما يحدث في البيت، ويترك أثراً لا بد أن يُترك، وهنا لا أعمم لأن هناك عائلات قطنت لديهن خادمات منذ 15عاماً وأكثر ولا حوادث أو جرائم تُذكر. ما استفزني للكتابة اليوم هو ما نقلته «الحياة» بقلم الزميل منصور الفريدي عن استهداف عاملة إثيوبية لطفل ذي الـ20 شهراً بقطرات كلوركس وضعتها في زجاجة الحليب بعد استعدادها للرحيل، هذه الحادثة ليست الأولى، ولن تبقى الأخيرة على ما أعتقد، فالطفل عبدالعزيز الأشهر بين أقرانه الذي حرقت الخادمة الأثيوبية خده الأيسر بالمكواة! وكُتب في نهاية الخبر «ونفت العاملة ما فعلته بدايةً، بعد ذلك اعترفت بفعلتها عن عمد، لكن لم توّضح الأسباب»، وتبقى الأسباب غير معروفة! كذلك الأمر مع قصة طفلة ينبع «تالا» والطفلة السورية التي قتلتها عاملتها، كل هذه الأخبار تعد الأكثر انتشاراً في المشهد السعودي أخيراً، ودائماً ما نعيد الأسباب إلى أن العاملة مريضة نفسياً أو أنها في حال شذوذ في الأطوار السلوكية، وهنا أوجه سؤالي طالما أن جميع العاملات على مختلف الجنسيات بحسب مايُنقل إما إنهن مريضات نفسياً ولديهن مشكلات سلوكية، فكيف نترك فلذات أكبادنا بين أيديهن، وثانياً بما أن النتائج أصبحت واقعاًَ ملموساً إما بطريقة تربية أبنائنا ولهجتهم العربية المكسرة كحد أدنى للظاهرة أم في الجرائم التي نشاهدها ونسمع عنها كحد أقصى لها، فليس بعد القتل من شيء، إذ أعتقد مجازاً بأن طريقة «تعامل» المستخدم من أهم الأسباب. لا أودّ هنا التنظير أو إلقاء اللوم على طرف من دون آخر، وإنما بصورة محايدة أود تسليط الضوء على أمر بالغ الأهمية، وأتوقع أن يكون سبباً رئيساً في إيجاد سبب المشكلة، وهو كيف نتعامل مع الخدم في بلادنا، حالات كثيرة رأيتها رؤى العين، تُظهر مدى الهوان والذل الذي يقع على العاملات، ومن دون تعميم إلا أن تلك الصور للأسف الشديد ليست بقليلة، حتى إن قال قائل إنهن جئن من بلادهن «حاقدات»، بسبب الغربة والفقر وبعدهن عن أهاليهن وأطفالهن، وأرد عليه وأقول حينما نقارن حياتهن في مجتمعاتهن بحياة الرفاهية الذي يعيش فيها مجتمعنا إذاً فمن باب أولى مراعاتهن ومعرفة كيفية التعامل مع الخدم أسوة بسيدنا محمد مع بلال بن رباح، ومن لا يعرف فليقرأ في ذلك. حالات كثيرة من التعدي على العاملات وطريقة التعامل معهن لا يتحدث عنها الإعلام، ومع ذلك، لا نزال نترك كل ما في البيت على رؤوسهن من الجماد إلى الزوج، ثم نقول لماذا هذه الجرائم وأمور السحر والشعوذة وتعنيف الأطفال! وهنا، أنادي قبل تشديد العقوبة عليهن، كما طالب كثيرون، بإمساك العصا من المنتصف، فيكون التعامل معهن باللطف واللين، على ألا نأمن جانبهن من قبل أن يُخطئن، وقيل قديماً «لا تشتري العبد إلا والعصا معه».   haibat@gmail.com