يستحق أن يطلق على شارع حائل في جدة شارع المفارقات والعجائب، رغم مكانته التجارية والاقتصادية، لأن هذا الشريان توجد فيه أغلب المحلات التجارية والشقق المفروشة بالإضافة إلى محلات خياطة الثياب الرجالية، وما زال يعاني من بعض المشاريع غير المكتملة والمتسببة في إعاقة الحركة المرورية خاصة في أوقات الذروة من واقع كونه شارعا مهما للغاية لتقاطعه مع طريقي الملك عبدالله وفلسطين، فضلا عن وجود بعض المقار الحكومية بجواره مثل وزارة الثقافة والإعلام، الغرفة التجارية، إدراة التربية والتعليم التي تعد الأهم بمحافظة جدة، بيد أن كل هذه المؤسسات لم تشفع له لينعم بالنظافة الكافية. ما إن تدخل إلى شارع حائل حتى تستقبلك الروائح الكريهة التي تفوح من محطة معالجة مياه الصرف الصحي «الرويس»، حيث باتت هاجسا لكثير من أصحاب المحلات القريبة منها، لتنطبق عليه مقولة «المصائب في الشوارع الخلفية» لما يحويه من مفارقات عجيبة بينه وبين طريق الملك عبدالعزيز الذي لا يفصله عنه سوى بضعة مترات، ولا يصدق عاقل أن طريق الملك الفسيح والممتد بجانب الكورنيش يخبئ خلفه شارع حائل الذي أصابته الكهولة وأعيته الروائح الكريهة، وهتكت شريانه مياه الصرف الصحي، ليتحول الجميع عنه ويسلكون طريقا آخر لما يعانيه من حفر لتنفيذ مشاريع توقف فيها العمل منذ فترات طويلة. فوجئ العديد من مرتادي هذا الشارع بأنه يغرق في مياه مشروع تابع لشركة المياه الوطنية بعد إشارة شارع فلسطين جوار القنصلية الأمريكية، حيث تريد الشركة إنشاء خط رئيسي للصرف الصحي، والملفت للنظر أن شعار «نعمل من أجلكم» لم يعد مجديا في ظل هذه الصورة الواضحة للعيان بالشارع، حيث بدت اللوحة مائلة وطمست معلومات المشروع المكتوبة عليها بصبغة سوداء، وأصبح الشخص لا يميز مدة تنفيذ المشروع ورقم العقد وبعض المعلومات المهمة في حادثة أثارت الكثير من التساؤلات، خاصة في ظل توقف العمل بالمشروع لفترة ليست بالقصيرة ما جعل الأسئلة تدور في أذهان الكثيرين لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء عدم اكتمال المشروع وانتشار الصبات الخرسانية على امتداد الشارع من محطة معالجة الرويس حتى الإشارة المؤدية إلى مواقف البلد وهو ما سبب ربكة مرورية في أوقات الذورة على وجه الخصوص، لا سيما انه أحد أهم الشوارع التجارية التي يقصدها أغلب السكان، وقد أضر توقف المشروع بأصحاب المحلات التجارية التي تقع على الشارع نفسه، منبهين إلى أنهم تكبدوا خسائر كبيرة بسبب عزوف كثير من المتسوقين عن المجيء إلى المنطقة بسبب الزحام الذي يبدأ عادة من بعد العصر حتى وقت صلاة العشاء. يقول محمد ناجح، صاحب متجر لخياطة الثياب الرجالية «انخفضت حركة التسوق في الشارع بشكل عام، لأن الزحام أصبح عنوانا له، وبات حجر عثرة أمام عملنا، ولا ندري متى سينتهي مشروع المياه حتى يستعيد الشارع نشاطه ونتمكن من تسويق بضائعنا باستعادة الزبائن الذين فقدناهم في الفترة الماضية، هذا الشارع مهم للغاية وعلى المسؤولين الانتباه له وعدم اهماله لأنه حيوي وبه حراك تجاري كبير، لقد عانينا وننتظر الفرج قريبا، خاصة أن التجارة لا تحتمل الخسارة كما أن لدينا التزامات تجاه المحلات التي نستأجرها وحين يتوقف العمل لا نعرف من أين نسدد ما علينا من مستحقات مالية لأصحابها، لذا نناشد الجهات المختصة بالوقوف على الأمر ومعرفة الاسباب الحقيقة وراء توقف المشروع ومن ثم استئناف العمل به لتنتهي الزحمة بالشارع ويعود الكل لممارسة أعماله بصورة طبيعية». وذكر معيض الزهراني أنه ليس ضد المشروع ولكنه ضد توقف العمل فيه ومضايقة المارة وأصحاب المركبات في شارع تجاري لا يحتمل أن توضع فيه صبات خرسانية طيلة هذه الفترة دون التوضيح من قبل الجهة المسؤولة للأسباب، ومتى سينتهي العمل. وزاد: الغريب في الأمر هو عدم ظهور أي عمال أو معدات في المنطقة، ما يؤكد أن التوقف سيطول إلى وقت إضافي غير محدد أيضاً لأن لوحة المشروع طمست معلوماتها بصبغ أسود، الشيء الذي غيب المعلومة عن الجميع وأصبح لا أحد يعرف عن المشروع شيئا كما أنه ليس هناك شخص يأتي للمكان للسؤال عن الوضع. وأردف: هذا شيء مؤسف ونتمنى أن تتبدل الصورة قريبا لأننا نريد الوجه الأجمل لهذا الشارع المعروف عنه حركته التجارية الكبيرة. طالب بعض أصحاب المحلات التجارية بحلول سريعة تنهي المعاناة وتعيد الأوضاع إلى نصابها الطبيعي بشارع حائل، وقال سيف معطي إن مشروع إنشاء خط رئيسي للصرف الصحي بالشارع بات يشكل نوع من الحيرة بسبب التوقف وعدم اكتمال العمل فيه، كما الصبات الخرسانية الموجودة عند آخر إشارة باتجاه الجنوب في الشارع تسبب ربكة كبيرة في حركة المرور، لأن الحواجز موجودة في منتصف، عند تقاطع أربع إشارات وهو ما يدفع أصحاب المركبات إلى السير يبتعدون عنها قدر الإمكان الأمر الذي يسبب زحمة كثيفة وتلبكا عند الإشارة. من جانبه، أوضح محمد السعيد أن شارع حائل يعاني منذ سنوات طويلة وأن الضرورة تقتضي ترحيل محطة معالجة مياه الصرف الصحي إلى خارج النطاق العمراني، موضحا ان الكثير من اهالي الحي هجروا إلى احياء أخرى هربا من رائحة الصرف الصحي وعدم الاهتمام بالحي بصورة عامة. وأضاف أن شارع حائل يعد واجهة للكثير من المرافق الهمة ورغم ذلك فإن الحفر الخاصة بالمشاريع الإنشائية تعرقل حركة السير منذ عدة أشهر، لذا فإن على الجهات المختصة الاهمام بهذا الشريان الحيوي. «الوطنية» لا ترد «عكاظ» من جانبها اتصلت بمدير شركة المياه الوطنية المهندس عبدالله العساف وراسلته لمعرفة تفاصيل توقف المشروع والأسباب الحقيقة التي أدت إلى ذلك لعكسها للرأي العام، وتوضيح ما يجري بشارع حائل لكل من يهمه أمره خاصة أصحاب المحلات التجارية المكتوين بنار الازدحام في الشارع، ولكنها لم تجد ردا منه على مدى عدة أيام.