تغطي سماء مدينتي الخبر والدمام في المنطقة الشرقية أبخرة وغازات طيارة، من جراء حريق نشب في أحد المستودعات الخاصة بشركة "أراسكو" تصنيع الأعلاف، بينما تتابع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة التغيرات الجوية في هواء المنطقة المتضررة وما حولها. وأبلغ "الاقتصادية" المقدم عمار المغربي الناطق الرسمي لإدارة الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية, أن الحريق بات تحت السيطرة إلا أن الأبخرة ما زالت تتصاعد من موقع الحادثة, إثر المادة التي تسببت في انبعاث روائح في أجواء مدينتي الدمام والخبر, لافتا إلى أن ما غير شكل الأبخرة هو التراكمات الكيميائية، ووقع سقف المستودع، وشدة الحرارة أثرت في تكوين المادة. تغريدة للدفاع المدني على موقعه في «تويتر». وأوضح أنه يجري حاليا تطهير المنطقة من قبل الشركة المالكة للمستودعات العشرة التي تعرضت لحادثة الحريق قبل أربعة أيام, بالتعاون مع الدفاع المدني, منوها بأن مدة التخلص من المواد المتراكمة تحتاج إلى يومين. وقال "إن مادة "الوافي" المكونة للمادة المصنعة للأعلاف - هي عبارة عن زيوت طياره - اختلطت بالأبخرة الأخرى، ما تسبب في انبعاث رائحة زيوت في الأجواء, ضررها يكون في مكان الحادث والمحيط الذي حوله، لذلك فجميع الفرق العاملة على مكافحة وتطهير موقع الحادثة تستخدم الكمامات الواقية", لافتا إلى أن منطقة المستودعات بعيدة نوعا ما عن المحيط السكاني. وأكد المغربي أن لجان قائمة على التحقيق في ملابسات الحادثة وأسباب احتراقها, مشددا على أن الشركة المالكة للمستودعات ملزمة بتطهير المنطقة المتضررة تحت إشراف ومساندة فرق الدفاع المدني. من جانب آخر، أوضح لـ "الاقتصادية" حسين القحطاني المتحدث الرسمي للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة, أن حريق المستودعات العشرة التي كانت تضم عددا كبيرا من الأعلاف نتج عنه نوع من الأبخرة المتطايرة في الأجواء. وأشار إلى أن هناك متابعة من الرئاسة من خلال ثلاث جهات من ناحية متابعة حركة الرياح لمراقبة اتجاهها, ونوعية المادة المحترقة وما اختلط فيها من أبخرة أخرى، وامتدادها ومعرفة نتيجة المواد الكيميائية المتفاعلة من المواد المصنعة للأعلاف, بجانب محيط المنطقة الواقع فيها حادث الحريق ومدى قربه من المناطق السكانية ومستوى الانبعاث وحجم الأضرار الذي يمكن أن تسببه نوعية هذه المواد المتفاعلة. وأوضح أنه نتج عن الحريق تفاعلات كيميائية أخرى نتيجة اختلاط مواد كيميائية مع أبخرة تشكلت من ثاني أكسيد الكربون وبعض المواد الأخرى التي تسبب نوعا من حساسية الصدر والاختناق الجزئي ويمكن أن تسبب حساسية مفرطة في العينين. ولفت القحطاني إلى أن الدفاع المدني يسعى للسيطرة على ذلك والتعامل معه، خاصة أن سرعة الرياح وحركتها خلال فترة الحادثة قد تسهم في التقليل من توسع دائرة الأبخرة حتى الآن, إلى أن يتم الانتهاء من إزالة المواد المتبقية من آثار الحريق, مؤكدا متابعة الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وأنها تعمل على قياس تطورات تبعات الحادثة من خلال مقاييس جودة الهواء لمعرفة حجم التلوث في المنطقة المحيطة بالمناطق المحترقة. وكانت إدارة الدفاع المدني قد أوضحت خلال موقعها الإلكتروني أمس أن التغير في رائحة أجواء مدينتي الدمام والخبر منذ أيام ناتج عن تبعات حادثة حريق المستودعات العشر في منطقة الخالدية في الدمام التي تتوسط مدينتي الدمام والخبر في منطقة مخصصة للمستودعات لعدد من الشركات.