×
محافظة المنطقة الشرقية

القادسية تفوز بصفقة الهويمل

صورة الخبر

من تجربة شخصية مع حليب الأطفال، لفت نظري أن حليب طفلي عندما أذوبه بالماء يتكون في داخل العبوة كرات من البودرة التي لا تختلط وتذوب في الماء بسهولة، وتوقعت أن هذا من نوعية الماء، فذهبت إلى السوبرماركت واشتريت عبوات مختلفة من المياه الفرنسية ولم يتغيّر شيء. وعندما سافرت في هذه الإجازة إلى أوروبا اشتريت نفس نوع الحليب من صيدلياتهم ولم تواجهني مشكلة عدم ذوبان الحليب وتكور البودرة بالداخل. وبعد عودتي اشتريت نفس نوع الحليب وتكررت المشكلة وخلطت نفس الحليب الذي جلبته معي من أوروبا وذاب فورًا بالماء.. كل هذه التجارب أقوم بها في محاولة مني لفهم ما يحدث، فهل هو بسبب الحليب البودرة أم بسبب الماء؟ وتوصلت أنه بسبب بودرة الحليب. تفسير ما يحدث لم أفهمه، وأحتاج إلى أحد المتخصصين ليشرح لي ولغيري من الأمهات سبب ما يحدث مع الحليب، وما الذي يختلف عنه الحليب الذي اشتريته من أوروبا؟ وهل هذا يعني أن هذا النوع من حليب الأطفال الذي يُباع في صيدليات السعودية «مغشوش» وأن علينا لضمان سلامة وصحة أطفالنا أن نلجأ إلى استيراد حليب الأطفال من أوروبا؟! كل شيء قد يهون في الغش التجاري إلا الأطفال، كل شيء ممكن نتقبله ونستغني عنه إلا ما يدخل في حليب الأطفال وصحتهم وسلامتهم. كنت قد قرأت في وقت سابق عن وجود تحايل وغش في حليب الأطفال بعد أن حددت وزارة التجارة تسعيرته، وأن تجار الحليب كما ذكرت بعض الصحف قاموا بتقليل الحليب من العبوات بنسبة تتراوح ما بين 15% إلى 20% بهدف التحايل على التسعيرة الجديدة، فهل هذا صحيح؟ وهل وزارة التجارة سيكون تركيزها على الأسعار فقط وتغض الطرف عن جودة المنتج؟ الإجابة لدى الوزارة فنحن كمستهلكين لا نريد رقابة شكلية إنما أن تكون الرقابة في الشكل والمضمون! أنا كأم لا أقبل أن يتناول طفلي ولا أطفال غيري حليباً مغشوشاً، بل إن الغش في هذا الحليب أصبح ظاهرًا وتراه أي أم بالعين المجردة، ولا يحتاج إلى معامل وتحاليل، ولو لم تسنح لي الفرصة أن أجرب نفس نوع الحليب في أوروبا لما اكتشفت رداءة نوعية حليب طفلي الذي يُباع في السعودية. وقد تكون هناك مئات الأمهات اللاتي لا يستطعن خوض تجربتي وليس لديهن قدرة على جلب حليب «مضمون» من الخارج، ومن تتمكن من شراء هذا الحليب من الخارج لن يكون هذا بشكل مستمر، فقد يأتي أحد الأقرباء من الخارج ويحضر لي عبوتين أو ثلاث، لذا سأكون مضطرة كغيري لإرضاع طفلي حليباً مغشوشاً. إن صحة وسلامة كل أطفال السعودية، هي في رقبة معالي وزير التجارة وكل مسؤول عن السماح بالحليب المغشوش أن يُباع في الأسواق، وأنا من هنا على ثقة بأن وزارة التجارة في هذا العهد الإصلاحي لن تتراخى ولن تسكت عن حق الأطفال الأبرياء حتى لا يكونوا خصيمًا لهم يوم القيامة!