الاعتكاف سُنَّة يستحب فعلها ولاسيما في رمضان، وقد دأب المعتكفون على الحرص على فعل هذه السُّنَّة في الحرمين الشريفين لما في ذلك من فضل كبير! إلا أن بعض الممارسات تناست اقتران هذه السُّنَّة بالطهارة (أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفينالآية) ليتحوّل الحرم إلى سكن فندقي في كل أرجائه. إن الواقع الحالي يحتم تخصيص منطقة معينة في مؤخرة المسجد النبوي وفي إحدى جوانب المسجد الحرام، وتخصص للمعتكفين بحسب أولوية التسجيل لطلب الاعتكاف مع أهمية المتابعة الأمنية بعدم تجاوز المنطقة المحددة. الاعتكاف سُنَّة لكن النظافة سُنَّة كذلك وإطاعة ولي الأمر قبل ذلك واجب شرعي، ومما يؤسف له أننا نجد المعتكفين يخالفون التعليمات سواء فيما يخص الأطعمة أو المفارش والألحفة التي تتسبب في إغلاق معظم فتحات التهوية والتكييف المحيطة بالأعمدة أو الأماكن ولا تستغرب من تكوّم المفارش وحرمان المصلين -ولاسيما أوقات الذروة من مساحات للتعبد والصلاة. الاعتكاف سُنَّة للتعبد وليس للنوم أو للأحاديث وتغيير الأجواء، وكما أن العمل المتعدي نفعه خير من العمل اللازم فعليه يقاس العمل المتعدي ضرره!!