توقع شاعر العامية المصري سيد حجاب، أن يحظى الدستور بنسبة 75 % من أصوات المصريين، وحذر حجاب الذى اختير عضواً فى لجنة الخمسين لتعديل الدستور في حديث لـ «عكاظ»، من أن دعوات المصالحة مجرد محاولة للالتفاف على الثورة وإنتاج النظام السابق، لأن أي مصالحة دون مرور بالعدالة الانتقالية هى نوع من التلفيق والتشويه .. وأكد أن الدستور الجديد يعد أول دستور حقيقي يكتب بالتوافق المجتمعي من الشعب المصرى. وعن انعكاسات حكم الإخوان، قال كنا فى الطريق إلى «هوة» لا قيام لمصر بعدها أبدا مع هذه المشروعات الخائنة التى لعبت على الوحدة الوطنية لتمزيقها ولعبت على تراب الوطن معطية لآخرين فيه حقوقا لا يستحقونها، هذا التنظيم الإرهابي منذ نشأته نازي وفاشي رافض لفكرة الوطن والوطنية وللهوية المصرية لحساب هوية أخرى مغلوطة، لقد شن حربا على المجتمع بكامله الإعلام والقضاء والجيش والشرطة، إلا أن عبقرية الشعب المصري أنه لم يسقط فى الفخ وكشف مبكرا الفخ الذي كان ينصب له، نحن الآن فى بداية تأسيس حقيقي لدولة الثورة بعد هذا الفخ الشرير الخائن الذي كانت تنصبه لنا هذه الجماعة التي لا تنتمي إلى هذا الوطن بقدر ما تنتمي لفكرة رفضها التاريخ والزمن. وحول رؤيته للسلفيين وهل يختلفون كثيرا عن الإخوان، أوضح أن كل التجار بالدين في لعبة السياسة يؤذون الدين والسياسة، وعلى الجميع أن يعي أن الدين مكون أساس للشخصية المصرية، ولسنا بحاجة لأحد كي يعلمنا ديننا، فإسلامنا لا كهانة فيه ولا وصاية على العقل الإنساني إلا للاختيار الحر، إن هؤلاء جميعا لا يخدمون الدين بقدر ما يضرونه، هم جميعا خارجون من كهوف مظلمة لأزمنة غابرة ويحاولون أن يجروا مجتمعنا إلى الوراء عشرات المئات من السنين ولا يدركون جيدا أن الإسلام دين الحرية والفطرة السليمة ودين الإنسانية كافة. وحول مخاوف البعض من الحكم العسكري، أجاب حجاب: أتصور أن كل ما قيل عن الجيش المصري هراء، فمنذ تأسيس مصر وعماد وحدتها هو الجيش، ومن هذا الجيش خرجت قيادات كثيرة للحركة الوطنية بدءاً من عرابي إلى عبد الناصر، والجيش المصري يحكم بنيته الطبيعية هو عماد الوحدة الوطنية المصرية. ويجب أن نقول إن الفريق السيسي كان رجل الأقدار الذي حل مشكلة الشعب المصري، والسؤال الملح: كيف نتحاشى أن ينزلق هذا البطل الشعبي إلى ديكتاتورية عسكرية؟ هذا دورنا كشعب بأن نضع فى الدستور صلاحيات واضحة للرئيس وتوصيف واضح بمهمته بحيث لا يتغول على السلطات الأخرى، ومهمتنا كشعب أن نراقب كل التجاوزات على الحريات وأن نحول دونها، وعلينا أن نمارس نوعا من الرقابة الشعبية حتى تتم إعادة هيكلة الشرطة على كل تجاوز على الحريات، هذا هو سبيلنا لمنع أي ديكتاتورية واستبداد قادم بأي اسم سواء كانت فاشية دينية أو عسكرية. وحول رؤيته للانتخابات البرلمانية والرئاسية، قال هذه المسألة خارج همي، كل من يتحدثون حول القائمة والفردي والتميز الإيجابي لبعض الفئات أتصور أنهم ينتمون إلى فكر قديم، علينا أن نكشف أن هناك شعبا مصريا جديدا تختلف معه الحسابات عن ذي قبل، الرقم الصعب حقا في هذه الأيام هو الشعب المصري وتأثير المال والعصبية لا ينفع مع هذا الشعب، لذا علينا مراجعة الحسابات لأننا بصدد شعب مختلف حريص على ثورته وعلى أن يؤسس دولة جديدة. وحقيقة الأمر أنا ممن يميلون إلى أن تكون الانتخابات البرلمانية والرئاسية فى ذات الوقت توفيرا للتكلفة، لا أعرف إلى أين ينتهي بنا الأمر لكن هذا هو رأيي. وفيما يتعلق بالانتخابات وترشح الفريق السيسي، قال حتى الآن لا أحد يزعم أنه قادر على الرؤية إلى ذلك الحين، لأن كل الأشياء تتغير بين لحظة وأخرى وكل الأطراف الآن تراجع مواقفها بما فيها الفريق السيسي ذاته، وهذا الوطن كما فاجأنا بالسيسي يمكن أن يفاجئنا بآخر فمن الصعب أن نصادر على المستقبل لحساب موقف حالي. وحول رؤيته للشعر من الأحداث التى شهدتها مصر خلال السنوات الثلاث الماضية.. قال إن دور الأدب والفنون والإبداع ليس بحاجة لشهادة من أحد، لأن ثورة 25 يناير هى اختمار لأحلام المصريين منذ أيام رفاعة الطهطاوى مروراً بفقدان مصر لاستقلالها ودخولها فى المشروعات الاستعمارية للمنطقة بعد اتفاقية كامب ديفيد.. وفى ميدان التحرير أسقطت الثورة الشابة منظومة قيم كانت ترى في خيانة الوطن وجهة نظر.. وعبر جيل الثورة عن نفسه من خلال الجرافيتي والأغاني والأشعار.. والحقيقة أن فترات الثورة لا تنتج أعمالا فنية أو أدبية كبرى لكن هذه الأعمال تنتج بعد اختمار الثورة.. ونحن الآن على مشارف ثورة ثقافية تغير العقل المصري فى العقود التالية ليكون علمياً عقلانياً يرفض الجهل والخرافة والتسطيح.