×
محافظة المنطقة الشرقية

إطلاق مزاد التمور في مدينة الملك عبدالله اليوم

صورة الخبر

لا أدري لماذا العباءة بالذات حائرة بين من تلبسها ومن يريد أن يفصلها على هواه.؟! كل ما هدأت موجة (عبائية) ظهرت موجة أخرى توجه النساء للعباءة الأسلم والأصلح والأستر، مع أنني لا أرى في العباءات الملبوسة تمايزا يجعل هذه عباءة صالحة وتلك فاسدة. في النظام أو العرف الاجتماعي السائد المرأة السعودية تلبس عباءة ولا فرق في ذلك بين الطبقات أو بين الصغيرات والشابات والعجائز. وبالتالي بما أن هذه العباءة ملبوسة على كل حال فليس من المفهوم أن تظل من (قضايانا) الكبرى التي لا تكاد تغيب حتى تظهر من جديد وبشكل أقوى من السابق. أعلم أن هناك من سيأتي ويقول: إن هناك مقاييس شرعية للعباءة وأن كلامك هذا مردود عليك لأنك تريد أن تعطي المرأة حرية لبس العباءة التي تراها مناسبة لها. وأنا أقول: إن أية عباءة رأيتها في حياتي ــ التي تبلغ الآن قرابة خمسين سنة ــ لم تتعد المقصد الشرعي وهي أن تكون ساترة لما تحتها، إذ أصلا لا يمكن تصور عباءة كاشفة وإلا لما صارت عباءة. أما إعطاء المرأة حرية ما تلبس فهذا حقها طالما أنها ملتزمة بالنظام أو العرف المتفق عليه، حيث لا يمكن أن أتخيل بأن يكون من حق أي إنسان أن يقف أمام محل بيع العباءات ليختار للمرأة ما يناسبها. في هذه الحالة هو يختار ما يناسبه هو وليس هي. ويكون الأمر في هذه الحالة كمن يختار للرجل نوع ثوبه وغترته وعقاله، مع العلم أنني لم أسمع في حياتي كلاما عن ملابس الرجل، لا محليها ولا غربيها ولا قصيرها ولا طويلها ولا ما ابتدع فيها من أزياء ومتغيرات بائنة. إذن فإن المسألة مرة أخرى متعلقة بالمرأة والمرأة فقط التي يستمر ــ رغم الأهمية الكبرى لقضايا وطنية أخرى ملحة ــ التدقيق في ظهورها وملابسها وصوتها وحضورها بشكل عام. أي أننا لا نزال نراوح عند ذلك المنعطف القديم: المرأة، حيث لا شيء في حياتنا، فيما يبدو، يستحق الاهتمام غير عباءتها ونوعها وألوانها واتساعها وضيقها.!!