×
محافظة المنطقة الشرقية

"الشورى" يوافق على ملاءمة دراسة مقترحي مكافحة التسول وتنمية الابتكارات

صورة الخبر

* عمادُ الدين أديب وفيصل القاسم وجهان إعلاميان لعملة مختلفة! فهما يتفقان في شيء ويختلفان في أشياء! وإليك عزيزي القارئ التفصيل! * كل منهما (يفتن) البصرَ، ولكن لسبب مختلف! * الأول.. مفرطٌ في الحجم.. طولاً وعرضاً! * والثاني.. معتدلُ الحجم.. لكنه مفْرط في الاهتمام (بمساحيق) الوجه والبشرة والشعر، حتى ليخاله المرءُ قالباً من شمع! * * * * كلّ منهما (يحترف) الجدل حول قضايا متفرِّقة عبر برنامجين مختلفي المكان والهُوية والتوقيت! * لكنهما جدُّ مختلفان في (آلية) الجدل وأخلاقياته. * الأول يتحدث بـ((هدُووووءٍ)) تسيّره لغةُ العقل الهادئ أو الهدوء العاقل، لا تشكو عباراتُه عِوَجاً ولا تكلُّفاً ولا عُنفاً! * والثاني يطلقُ كلماتِه (قذائفَ) ساخنةً عبر (الحدود) النفسية لضيف البرنامج استفزازاً، حتى ليكادُ من فَرْط اشتعاله بحمَّى الكلام أن (يُحرقَ) نفسهُ ومَنْ حوله! * * * * كلماتُه ساخنةُ سخونةَ العنْفِ الرابضِ في صَدره، لا فرق في ذلك إنْ كان يقدّم ضيفاً أو يطرح موقفاً! * * * * كلاهُما مثيران.. * لكنهما جدُّ مختلفان في ذلك غايةً ووسيلةً.. * الأول.. لا يعتمدُ الإثارةَ وسيلةً ولا يتَعمَّدها غايةً، بل ينثر كلماتِه على الأسماع دون استفزاز لعقل الضيف المحاور.. أو استنفار لوجدان المشاهد! * * * * أما الثاني فهو يعتمدُ الإثارةَ.. ويتعهَّدُها في آنٍ.. وسيلةً وغاية! * يحوّل منبرَ الحوار إلى حلبة (مصارعة حرة) تتبَارىَ فيها الألسنُ والحناجرُ، والعضلاتُ أحياناً! * يختلط حابل هذا.. بنابل ذاك! * فيرتبك المتحدث.. * ويغضبُ المشاهد.. * و(تنتحر) القضيةُ في مذبح الهياج.. باسم حرية الفكر! * حينئذٍ.. يتمنّى المشاهد لو كانت له حيلة فيخترق جدارَ الشاشة فكَّاً للاشتباك.. وإنقاذاً للأعصاب.. وانتصاراً للأخلاق! * * * وبعد ..، * فإن برنامج (الاتجاه المعاكس) الذي تطرحه قناة (الجزيرة) القطرية.. بات نفسه قضيةً.. بلا قضية، سوى الإثارة! وأتساءل كثيراً: ما الفرقُ بين هذا البرنامج أداءاً ومضموناً و(كوميديا) المصارعة الحرة، في نسختيْها الأمريكية والدولية!! * لقد جنَى الدكتور فيصل القاسم على نفسه وعلى ضيوف (حواراته)، بعلم ووعي وسابق إصرْار، حين جعل (الإثارة) فيه قضيةً، فحوّله من منبرٍ للحوار إلى (أتون) لسلق الأعصاب! * * * * نَعمْ لحرية التعبير.. لكنّ لها في كل زمان ومكان حدوداً إذا تجاوزتها.. غدتْ حماقةً لا تُحْمدُ لها عُقْبَى! * هنا، ربَّ سائل يسأل: هل من العدل أن تحمَّلوا فيصل القاسم الوزرَ كلَّه!! * وأجيب بأن فيصل القاسم جزءٌ من منظومة استفزاز شاملة تمارسه (الجزيرة) استجابةً (لأجندا معينة) ولأسباب وتداعيات لا يدركُها إلاّ الراسخون في أسرار (كيمياء) الإعلام! * نَعمْ .. ليسَ هو الملومَ وحدَه، بل (الجزيرة) التي تمارس (عنْترياتِها) باسم الفكر.. على صفيح ساخن جداً!!