هناك أسئلة ليس من السهولة أن تجد لها جواباً جامعاً مانعاً مقنعاً رادعاً، ولكنك تحاول أن تدور حول الحمى علّك أن تسكت الصوت الذي ينبعث في داخلك بحثاً عن إزالة علامتي التعجب والاستفهام!؟ ومن بين هذه الأسئلة بل وفي مقدمتها عندي: - لماذا تنطلي شبه التيار المتطرف المغالي على شريحة من شباب الوطن الذين نشؤوا في بلاد التوحيد ودرسوا في مدارس وزارة التربية والتعليم منذ صغرهم وحتى شبوا على الطوق؟ - من المسؤول الأول عن هذا الانحراف في الفهم، ولماذا لم يكن هناك تصحيح في البداية حتى نقي أمة الإسلام من ويلات هذا النهج الخطير الذي شوه صورة الإسلام؟ - كيف استطاعت القوى الخارجية باستخباراتها ومفكريها اختراق الصف الإسلامي بهذه الصورة البشعة التي لا تخدم سوى العدو، وغاب دور العلماء والمصلحين ردحاً من الزمن ليس بالقصير؟ - هل الجهود المبذولة والأموال المنفقة من قبل الدولة هي من سيحجم نشاطات وتحركات وإفساد التيار الإرهابي المتطرف الذي وإن تبدلت أسماؤه وتغيرت خططه وتحركاته يعد في النهاية خطراً قائماً يهدد الأمة الإسلامية عامة ومحضن الإسلام الأول «المملكة العربية السعودية» على وجه الخصوص، ويضر بالدعوة، ويسيء لهذا الدين وأتباعه؟ - أين الأسرة السعودية المسؤول الأول عن متابعة رعاياها «فكلكم راع وكل مسؤول عن رعيته فالأب راع ومسؤول عن رعيته، والزوجة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها».. لماذا يطالب الزوجين من الدولة حماية أبنائهم ويلقون بالتبعة على وزارة التربية والتعليم ممثلة بالمدرسة أو وزارة الثقافة والإعلام أو المسجد أو جماعة الرفاق ويغضون الطرف عن واجبهم هم قبل غيرهم في هذا، أين وزارة الأسرة السعودية التي يناط بها مسؤولية إعادة الأمور لنصابها والقيام بدور التوعية والتثقيف للأسرة والعائلة والقبيلة و... السعودية، الركيزة الأولى والمتهم الأساس في هذا الباب الخطير؟ - مراكز الأحياء كانت فكرة رائدة ورائعة بدأها تطبيقاً فعلياً صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز رحمه الله في المدينة المنورة وتبنها وشجعها واهتم بها من بعده صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز في حائل ومن ثم انتشرت في عدد من مناطق المملكة ومدنها، ومن بين أهدافها رعاية شباب وفتيات الحي وتعزيز الوطنية لديهم ومتابعة سلوكهم اليومي وسبر أغوار عقولهم ودراسة أفكارهم، وكان المأمل والمنتظر أن تكون هذه المراكز البوابة الفعلية لتحقيق « الشرطة المجتمعية» تلك الفكرة الرائعة التي طالب به صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله، ولكن هذه المراكز كانت وما زالت عاجزة عن القيـــام بدورها المنــاط بها والمنتظر منها، فلماذا وما هي الحلول؟ - ما زالت الرئاسة العامة لرعاية الشباب والجامعات السعودية والمؤسسات الخيرية التخصصية و... عاجزة عن إيجاد برامج شبابية مجتمعية تحفظ لنا عقول شبابنا وتقيهم شر الفتن وتبعدهم عن طرق الشر ممثلة بمنهج الخوارج الذي بني على التكفير وأسس على التقتيل والتدمير. - هل داعش جماعة ذات مرجعية واحدة ولها منهج واضح أم ثقافة وفكر تجمع الشتات وتوحد الأضداد لتحقيق غاية مشتركة يسعى لها الكل ويختلفون في التفاصيل، وإذا الأمر كذلك فأين هي الثقافة الإسلامية المضادة التي يجب نشرها وبثها والدعاية لها بكل اللغات وعلى أوسع نطاق حتى لا يكون السكوت سبباً للدمار؟ - هل داعش هي النهاية أم أنها لا تعدو أن تكون حبة في عقد منتظم ومنظوم بعناية ورعاية ومتابعة ورصد حتى تُرهق الأوطان ويؤد الإسلام على يد أبنائه وللأسف الشديد، وأن لهم ذلك والله سبحانه هو المتكفل بحفظ كتابه وبقاء أتباعه وانتصـــر دينــــه ولو كره الكافرون، حمى الله البلاد ووقانا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن وإلى لقاء والسلام.