كعادتها الصباحية تجلس أم أحمد أمام برامج التلفاز المملة، منتظرة تغييراً يحدث لروتينها الصباحي البائس، وبينما تحاول أن تتذوق القهوة من الفنجان وتحاذر لسعات الفنجال.. يرن الهاتف. بعد نحنحة: ألو.. المتصل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كيف حالك يا وخيتي؟ أم أحمد: هلا وغلا بأم سعد، هلا بالغالية، وين الناس؟ بعدها تسترسل الجارتان بالحديث المطول عن أخبار الجيران، وما قالته فلانة عن علانة، طبعاً بإضافة الكثير من البهارات هنا وهناك؛ ليطيب بها الحديث، فابنة جارتهم أم عبدالله ربما طلقها زوجها لوجودها عند أهلها في كل مرة تزورهم "أم سعد" منزلهم، وهذه "أم فيصل" الجارة الجديد تزوج زوجها عليها بمغربية كما أخبر "راعي البقالة"، الذي يسجل حسابين لأبي فيصل، أما "أم سلطان" فقد ذكر شهود عيان ثقات أنّها شوهدت تمسح عتبة باب "أم عبدالعزيز"؛ لتبطل عينها!. ثم تنتهي المكالمة بكفارة المجلس "سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك"، لتعودا طاهرتين من لحوم الناس.