صراحة وا س: استنكر عددٌ من مشايخ القبائل بمنطقة الباحة المبالغة بطلب الديات بمبالغ طائلة لقاء التنازل عن القصاص وما يتبعها من أشياء ليست في ديننا الإسلامي من شيء ولم تكن معروفة في العُرف القبلي منذ عقود خلت. وأكدوا في تصريحات لوكالة الأنباء السعودية أهمية الدور الذي يقع على عاتق العلماء وأهل الفكر والرأي والخطباء في التوعية الدينية للمجتمع في التحذير من مبالغة البعض في طلب الديات مقابل رفع القصاص عن القاتل، والحث على العفو والصفح وبيان ما ورد في فضل ذلك من الكتاب والسنة . وأجمعوا على أن السبيل للخروج من ذلك يكمن في تغليب الجانب الديني وطلب ما عند الله من الأجر العظيم . وفي هذا السياق بين شيخ قبائل بن كبير الشيخ عثمان بن أحمد سويعد أن الله سبحانه وتعالى شرع القصاص على من يعتدي على آخر حيث يعد حقًا من حقوق المقتول الأمر الذي يحد من الاعتداء وسفك الدماء بغير حق فيما يحق لورثة المقتول العفو أو طلب الدية ، مؤكداً أهمية الصلح لما له من الأجر الكبير عند الله عز وجل . وأوضح أن العفو أحياناً لم يكن عفواً بنفس طيبة من العافين حيث يحرج ورثة المقتول بعرض مبالغ باهظة لا تطاق وتجعل أقارب القاتل يلجؤون لأهل الخير لطلب المعونة وإحراج الناس لجمع هذه المبالغ الكبيرة التي تتيح لبعض ضعفاء النفوس القتل العمد بغير حق ويعلم أن هناك من سيتولى دفع المبالغ ، مستنكراً ما يقوم به البعض من تصوير الصكوك وتوزيعها على عدة أشخاص يلجؤون من خلالها إلى أهل الخير لمساعدتهم وجمع الكثير من المال بغير حق. ونوه الشيخ بن سويعد بالجهود التي يبذلها ولاة الأمر في هذه الدولة المباركة للحد من المبالغة في الدية التي تسهم في الاستمرار في الاعتداء على الآخرين ، سائلا ًالله أن يوفق قادة هذه البلاد وأهلها لما فيه الخير والصلاح . من جانبه دعا شيخ قبيلة بيضان بمنطقة الباحة عطيه بن خضران الصغيّر شيوخ القبائل وأولئك الذين يسعون للصلح إلى أن يحولوا توجيه خادم الحرمين المتمثل في الحث والترغيب في مساعي الصلح وحقن الدم وإصلاح ذات البين وقطع العداوات والثأر عملاً بقوله تعالى لا خير في كثيرٍ من نجواهم إلا من أمر بصدقةٍ أو معروفٍ أو إصلاحٍ بين الناس ، ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرًا عظيما إلى واقع عملي ، وألا تكون هناك اتفاقات تُلغي قيمة وأهمية هذا التوجيه ، كما دعا أهل الخير ورجال الأعمال إلى ما حدده الله ورسوله من دية معلومة . وأضاف متى ما التزمنا بهذا التوجيه فستسهل إجراءات العفو ويخفف عن كاهل محبي الخير من الأغنياء الذين يدفعون هذه الأموال من الصدقات والزكوات وسوف يجعلونها بما هو أنفع وأشمل . وحث الشيخ الصغيّر ذوي القتيل على العفو عن القاتل لوجه الله تعالى طلباً للأجر والمثوبة التي وعد الله بها في قوله تعالى (فمن عفا وأصلح فأجره على الله ) وقال: إن المصيبة إذا كانت عظيمة والبلوى إذا كانت كبيرة فإن وجه الله أعظم والجنة أكبر، والذين يبالغون في عوض العفو يعود هذا العوض بالمحق وعدم البركة . وأشار رئيس لجنة رعاية السجناء (تراحم ) عضو اللجنة الرئيسية لإصلاح ذات البين شيخ قبيلة بني عمر بالباحة عبد العزيز بن عبد الله بن رقوش إلى أن صفات وميزات العفو والتسامح والتنازل ندب إليها ديننا الإسلامي وشجع عليها في كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ليترجمها رسول الله قولأً وفعلا من خلال كثير من المواقف . وأفاد بأن الجهات الرسمية عَمدت إلى تفعيل لجان الصلح والعمل على وجود تلك اللجان في المحاكم وفي مناطق المملكة وبإشرافٍ مباشر من أمراء المناطق والمحافظات لإنهاء الكثير من القضايا بالصلح بين الخصوم وخاصةً قضايا الدم , مبيناً أن العفو والتنازل لوجه الله هي السمة الغالبة في كثير من هذه القضايا . وأردف بن رقوش قائلاً إن البيع والشراء في الرقاب أفقد الهدف من الصلح ونحن نعلم أن قيمة الفرد أكبر بكثير من هذه المبالغ واحتساب العفو والأجر للحي والميت كانت هي القيمة الحقيقة , مشيراً إلى أنه صدرت أوامر سامية سابقة بالحد من هذه المبالغات . ودعا لجان الإصلاح وفاعلي الخير إلى الابتعاد عن هذه المبالغات وعدم الاستجابة لمن يروجون لمثل هذه المواقف في تقدير الديات والقضايا .