أعلنت طهران امس، أنها بدأت إعادة تصميم قلب مفاعل آراك الذي يعمل بماء ثقيل، في محاولة لتبديد مخاوف الغرب من إمكان أن ينتج المفاعل بلوتونيوم كافياً لصنع قنبلة ذرية، ولتسهيل إبرام اتفاق نهائي يطوي الملف النووي الإيراني. وقبل أيام من لقاء وزيرَي الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والأوروبية كاثرين آشتون في بروكسيل، سعياً إلى وضع «تصوّرات» لمفاوضات مرتقبة في نيويورك الشهر المقبل بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، أبلغت مصادر إيرانية «الحياة» أن طهران تؤيد فكرة عقد اجتماع الجانبين على مستوى رؤساء، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. وإذا عُقِد الاجتماع، سيتيح للمرة الأولى منذ أكثر من 3 عقود، لقاءً مباشراً بين الرئيسين الإيراني حسن روحاني والأميركي باراك أوباما. ويزور ظريف تركيا اليوم، للمشاركة في تنصيب الرئيس المنتخب رجب طيب أردوغان، ثم يتوجه غداً إلى موسكو للقاء نظيره سيرغي لافروف ومسؤولين آخرين، ومناقشة الملف النووي الإيراني، قبل جولته على إيطاليا ولوكسمبورغ وبلجيكا. يتزامن ذلك مع تصعيد إيراني ضد إسرائيل، إذ أعلن الجنرال مسعود جزائري، نائب رئيس الأركان، أن بلاده «لن تكتفي بإسقاط طائرة استطلاع إسرائيلية على أراضيها، بل ستردّ على العدو في عمق الأراضي المحتلة». وفي إشارة كما يبدو إلى أذربيجان، قال إن الطائرة بلا طيار التي أعلنت طهران إسقاطها «أُرسلت من دولةٍ شمال إيران، كانت ضمن الاتحاد السوفياتي». أما قائد ميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) الجنرال محمد رضا نقدي، فأعلن «بدء تسليح الفلسطينيين في الضفة الغربية»، معتبراً أن الأمر «سيصاحبه زوال الكيان الإسرائيلي». وأضاف: «أنفاق المقاومة ستصل إلى تل أبيب، وستنقل شبكات التلفزة يوماً خبر غرق قوارب الصهاينة عند هروبها في اتجاه قبرص والجزر المجاورة». ووجّه رسالة إلى مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، تفيد بأن «التعبويين ينتظرون بفارغ الصبر أوامره لتحرير القدس». الجنرال حسين سلامي، نائب قائد «الحرس الثوري»، قال إن إيران نجحت في «مدّ جبهة المواجهة ضد القوى الكبرى إلى شرق المتوسط، وإدارة المعركة هناك أيضاً». واعتبر أن «الكيان الصهيوني يعيش الآن بين الموت والحياة، ولو تسلّحت الضفة الغربية، سيترك الصهاينة المنطقة». في غضون ذلك، أعلن رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي «بدء عملية إعادة تصميم قلب مفاعل آراك، لتبديد هواجس دول» غربية، مشيراً إلى إبلاغ الخارجية الإيرانية «التفاصيل التقنية». وأضاف أن الوفد الإيراني إلى المفاوضات «النووية» سيُطلع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) على الأمر خلال جولة المفاوضات المقبلة. معروف أن مفاعل آراك هو نقطة خلاف رئيسة في المفاوضات، إذ يمكنه نظرياً تزويد إيران كمية من البلوتونيوم تكفي لصنع قنبلة ذرية. ورفضت طهران اقتراح واشنطن تحويل المفاعل من الماء الثقيل إلى الماء الخفيف، لكنها أعلنت استعدادها لخفض مستوى إنتاجه البلوتونيوم، من 9 كيلوغرامات إلى كيلوغرام سنوياً. وأشار صالحي إلى أن طهران بدأت «اختبارات ميكانيكية» على جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي المُستخدمة في تخصيب اليورانيوم، من طراز «آي آر 8». وأضاف أن المنظمة «تنتظر إذناً» من الرئيس روحاني، لحقن تلك الأجهزة بالغاز. ولفت إلى «مؤامرات بلا حدود لإجهاض البرنامج النووي الإيراني»، معرباً عن «أسفه لمشاركة دولٍ في شرق آسيا بعمليات تخريبية ضد البرنامج». وتابع أن «دعاة حقوق الإنسان كانوا سيُسبّبون كارثة بعملهم التخريبي». وكانت وكالة «رويترز» نقلت عن مصادر ديبلوماسية إن طهران لم تفِ التزاماتها بمهلة انتهت في 25 الشهر الجاري، للإجابة عن أسئلة طرحتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في شأن أبعاد عسكرية محتملة للبرنامج النووي الإيراني.