سقطت الرقة قبل أيام بيد قوات «داعش». مساحتها تشكل ضعفي مساحة لبنان. ولا يزال النظام السوري يتعنت في الحل السلمي والسياسي. راح ضحية هذه الحالة والحرب الأهلية ربع مليون سوري، ونزوح سبعة ملايين، وتشرد مئات الآلاف داخل سوريا وخارجها. اضطراب غير مسبوق في تاريخ سوريا كله، بل وفي تاريخ المنطقة منذ الحرب العالمية الثانية. الحلول التفاوضية فشلت في المؤتمرين بجنيف ولا أحد يريد أن يسمع الآخر، ولو رأيت النظرات والعبارات المتبادلة إبان ذينك المؤتمرين لهالك الأمر وراعك، وتتساءل: أأبناء بلد واحد هؤلاء؟! سالت محيطات من الدماء وصرخات الأبرياء في كل بقعة من سوريا صمت الآذان والعالم لم يستطع فعل شيء! منذ الوهلة الأولى، أرسل الملك خطابا إلى الرئيس السوري، وإلى السوريين بضرورة الحفاظ على السلم والتعايش وأن يكون التغيير لا بالدم والسنان، بل بالحوار واللسان. سفكت كل الأطراف بسوريا الدماء، والجرائم أوضح من أن يكتب عنها إذ تعبر عنها الأفلام والصور أكثر من الكلمات والحروف. تصاعد التأزيم بين المعارضة والنظام مما جعل الوصول إلى حل سياسي من المستحيلات، وقد نادى الأمير سعود الفيصل قبل أيام بضرورة الحسم السياسي للمشكلة السورية، وأن تكون ضمن نطاق المشي خطوة ليمشي المخالف خطوة أخرى. لقد أسس الربيع العربي الدموي لفكرة خطيرة، وهي أن الدماء أرخص من الحرية! هكذا قالوا، ثم سالت الدماء وبقرت بطون الأمهات الحوامل، ولم تأت الحرية التي ينادون بها. ثمة مبالغة بالشعارات حول الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة، هناك فن الممكن الذي يمكن أن يعاش في بلدان تعيش وفق إمكاناتها وظروفها، من الصعب تطبيق تجربة ديمقراطية عريقة مثل بريطانيا على بلدان محدودة الموارد، وليس لديها أي تكوين سياسي. ما أرخص الدماء التي تسيل الآن في العراق وليبيا وسوريا، وكل ذلك بين طغيان شرس يواجه بشعار فضفاض. www.turkid.net للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250موبايلي, 38303 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة