يجيب الأستاذ محمد آل الشيخ على تساؤل خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لكبار العلماء حول سكوتهم ومطالبته لهم بأن يطردوا الكسل بجواب صادم، ويضيف تحدياً جديداً للسعودية في وجه رحلة النمو والوصول لمستوى رائد عالمياً من الناحية الاقتصادية مصحوباً بالرقي العلمي والنظامي بفضل مجتمع هو من يقوم بهذه المهمة ليطرح السعودي احترامه عالمياً كما فعلت بقية الشعوب التي ضربت مثلاً في الوعي والانضباط، وأن يمسح السعودي الصورة السلبية التي رسمت عنه بأنه حظيظ بثرواته الخام، والتي لولاها لما زار دول العالم سائحاً مقتدراً أو مبتعثاً على حساب وطنه بل عاملاً يبحث عن الرزق أو مهاجراً يبحث عن الحياة. كان الجواب الصادم للأستاذ محمد آل الشيخ بأن المستجدات التي يواجهها المشايخ أكبر بكثير من قدراتهم العلمية بالإضافة لعدم رغبتهم التخلص من منهجيّتهم، هذا الرأي المدعوم بقصص كثيرة مثل مطالبات التتويب لباحثين شرعيين لمجرد أنهم خرجوا قليلاً عن المألوف بشيء يسير من الاجتهاد يؤكد الجمود في المؤسسة الأولى المؤثرة على وعي المجتمع عبر تأثيرها على التعليم والإعلام وقبل ذلك على الإفتاء الذي يصب في شرايين عديدة من قوانين المجتمع. قد يتساءل البعض: وما شأن ذلك بالاقتصاد العام؟ الجواب: بألا نكتم الحقيقة بأن السلوك والقناعات التي ترسخت بيننا كان لها الكثير من الأثر السيئ.. انظر إلى نسبة العاطلين بين النساء الجامعيات وكانت قبل سنوات قليلة تقترب من 80%، انظر إلى التضاعف الغريب للمرأة في القطاع الخاص من أقل من 50 ألفاً قبل أربع سنوات، إلى قرابة 400 ألف امرأة، هذا التضاعف لا يمكن أن يكون لأسباب اقتصادية بل لأسباب تشريعية وقانونية برغبة الدولة أن تتجاوز الأفكار القديمة التي تأخذنا للوراء والتخلف للمضي في إعطاء المرأة حقها، هل هذا المثال يكفي، أم أضيف لك ما ينفق السعوديون في الخارج «أتصور أكثر من ضعف ما يحوله العمالة الأجنبية للخارج» بسبب فقدانه أشياء بسيطة مثل السينما والمسرح بل انعدام الحركة الثقافية والإبداعية التي حاربها المتشددون؟ عندما تأتي جهة تسيطر على جميع قنوات الوعي وتكبتها وترفض التطور والتجديد فإن المجتمع يمكن اختراقه عبر تعاطف بعض أفراده مع تيارات متطرفة وإرهابية، ليس صحيحاً بأن زيادة دخل الفرد كافية لتحقيق ذلك، فاليابان خلال عز طفرتها في الستينيات عاشت موجة إرهابية حاربتها بالوعي المتجدد والمنفتح دون أن تهتز الثقافة اليابانية، أما نحن للأسف فجهة تتجمد وترفض التجديد وتترك المجتمع في فضاء المجهول؛ هذا يتعاطف مع داعش، وذاك مع علان، والآخر يعد الساعات لكي يسافر.