الدعم الحكومي أسلوب لعلاج المشكلات بالمسكنات بدلاً من استئصالها بالدواء، وهو أسلوب جاء به الخبراء المصريون الذين استعنّا بهم عندما شرعنا في الأخذ بأسباب النهضة، وقد وصل مبلغ الدعم الآن في مصر إلى ثلث حجم الميزانية، ويوشك أن يبلغ ذلك عندنا وسيزداد إذا ما مضينا على نفس النهج، أي كلما واجهتنا مشكلة تتعلق بحاجات الناس ومعيشتهم لجأنا إلى دعمها، ولنأخذ مثلاً على ذلك الكهرباء فحين بدأت تكلفتها تزداد مع ارتفاع أسعار الوقود العالمية لجأنا إلى دعمها بدلا من إيجاد بدائل له كالطاقة المتجددة التي تتمثل في الطاقة النووية والطاقة الشمسية وغيرها كما فعل العديد من دول العالم، والآن وصل الدعم الحكومي للكهرباء إلى 150 مليار ريال سنويا، والارتفاع العالمي لأسعار الوقود جعلنا ندعم البنزين بدلاً من أن نقدم على إيجاد وسائل حديثة للنقل العام، وهو ما شرعنا في تنفيذه الآن، ولكن بعد أن وصلت تكلفة هذه الوسائل إلى أرقام فلكية، وقد وصل مبلغ دعم البنزين إلى 25 مليار ريال سنوياً، وتقول الاحصائيات إنّ السعودية هي الأولى عالمياً في دعم البنزين، وقد ثبت أنّ الأغنياء هم الذين يستفيدون من الدعم بينما استفادة ذوي الدخل المحدود تكاد تكون معدومة، إذن فلا بدّ من إلغاء الدعم واللجوء إلى البدائل التي ذكرتها له، وإلى أن يتمّ ذلك توزع بطاقات ذكية على ذوي الدخل المحدود.