على طريقة رب ضارة نافعة جاءت عقوبة الاتحاد الآسيوي لنادي الاتحاد بمنع جماهيره من حضور مباراة الفريق أمام العين الإماراتي ومن ثم رفض الاستئناف، حيث كشفت هذه العقوبة ضعف الاتحاد السعودي بجميع مكوناته في حضوره القاري، سواء من جهة ممثليه وعلى رأسهم عضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد الآسيوي الدكتور حافظ المدلج، وكذلك رئاسة الاتحاد السعودي ممثلة في الرئيس أحمد عيد وبقية الأعضاء، ومعهم أيضاً إدارة نادي الاتحاد. العقوبة أثبتت أن إدارة الاتحاد السعودي منفصلة تماماً عن ممثليها في الاتحاد القاري، وليست على تماس مع الأندية ومنها الاتحاد، إذ إن الوقائع أثبتت أن الاتحاد الآسيوي قد وجه جملة إنذارات سابقة وعقوبة مالية لنادي الاتحاد وحذره من مغبة استمراء جماهيره في استخدام المقذوفات النارية، وأن لجنة الانضباط سستتخذ عقوبة الحرمان الجماهيري في حال تكرر الحال، ورغم ذلك لم ينتفض أحد من المعنيين ليمنع حدوث ذلك فوقعت في المحظور. العقوبة كشفت أيضاً أن الاتحاد الآسيوي قد خاطب نادي الاتحاد عبر أمانة الاتحاد الآسيوي لإعطاء تفسيراته حيال حادثة المقذوفات النارية غير أن الإدارة الاتحادية قد تجاهلت الخطاب ولم تقم بالرد عليه، في وقت كان اتحاد الكرة يغط في سباته، وكأن دوره يتوقف عند عملية الصادر والوارد كمراسل بين الطرفين لا أكثر، في وقت كانت الحادثة تستوجب عليه التحقيق في الأمر، والعمل على معالجته؛ بدلاً من الوقوف في خانة المتفرج على طريقة "شاهد ما شاف حاجة". الأسوأ من ذلك أن الحادثة أزاحت الستار عن الشبهات التي تحدث في معقل الاتحاد القاري، وذلك حين كشف الدكتور حافظ المدلج في تصريحات له عن أن الاتحاد الإيراني دائماً ما ينجح في الهروب من الوقوع في شراك العقوبات من خلال التفافه على الاتحاد الآسيوي عبر خطط محبوكة حيث يباشر عند تجاوزات أنديته وجماهيرها إلى التواصل مع لجنة الانضباط بتقديم تقارير مفبركة يدعي فيها التصدي لتلك التجاوزات أمنياً وقانونياً مؤكداً رفضه له وسعيه لمعالجتها، وهو ما ينطلي على الاتحاد الآسيوي، بحسب زعم المدلج، وهو بذلك يكشف عن حالة تواطؤ واضحة فلا يمكن أن يكون الاتحاد القاري بلجانه وأعضائه بهذا السخف والغباء حتى يتم تمرير تلك التقارير عليه بمثل هذه السطحية في التعاطي. أعظم من ذلك أن ثمة مصادر قد كشفت أن حقيقة قدرة الإيرانيين في الهروب من العقوبات المستوجبة تكمن في قدرة الاتحاد الإيراني على استمالة مراقبي المباريات، قبل إقامتها ما يجعلهم يتغاضون عن بعض الحالات ويهونون من بعضها، وهو ما يعبر عن فساد واضح في منظومة الاتحاد القاري وعجز ممثلينا عن إيصال الصورة لمصدر القرار والتصعيد متى لزم ذلك بدلاً من القبول بذلك بما يدلل عن عجزهم وضعف تمثيلهم. كل ذلك يؤكد ما بدأت به وهو أن عقوبة جماهير نادي الاتحاد جاءت كضارة نافعة، حيث بات على اتحاد الكرة أن يتحمل مسؤوليته بمعالجة الواقع السيىء لتمثيل كرتنا في كوالالمبور خصوصاً في العام المقبل حيث سيشهد الاتحاد القاري جمعيته العمومية غير العادية، حيث بات من اللازم كما أكدت في مقالة سابقة وضع نقطة أخيرة في روابة ضعفنا وهواننا بترشيح ممثل قوي ومؤثر للجنة التنفيذية ولبقية اللجان بحيث يتم استبعاد الأعضاء الهامشيين وتقوية من يؤمل عليهم في استعادة الدور السعودي الضائع بوفاة الفقيد عبدالله الدبل.