بصرف النظر عن النتيجة التي آلت اليها مباراة الأمس بين الاتحاد والعين الإماراتي، سواء فاز العميد أو خسر، تأهل أو لم يتأهل؛ فالصورة التي نشرت للاعب الكبير محمد نور بتويتر ، وهو في بيت الله، وأمام الكعبة المشرفة يصلي ويدعو ربه(متذللاً) له سبحانه عظم شأنه(هزت)مشاعري ولا أنكر أنني أمام هذه المواقف والصور(المشرفة) عاطفي جداً وضعيف جداً. ـ أخذت تلك الصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أبعاداً كبيرة وكثيرة، وتفسيرات اهتمت بـ(التميز)الذي حصل عليه اللاعب بإخلاء المكان له، وتجاهلوا التميز الذي جعله(متذللاً) لله لاجئاً إليه، حتى لو كانت الغاية في أمور الدنيا؛ فيكفي أنه أحس بضعفه وانكساره أمام خالقه فاتجه إليه يدعوه بقلب المؤمن،وذاك موقف (معبر)عن عظمة علاقة الإنسان المسلم بربه في وقت(الشدائد) يتوسل إليه، يخنع لوجه الكريم ذليلاً طالباً رحمته وعفوه وكرمه، والاستجابة لدعوات عبده الضعيف. ـ هناك من اتجه إلى النوايا، وذهب إلى صورة حرص على التقاطها من أجل(الشو) والبهجة الإعلامية، وفي مثل هذه المواقف المرتبطة بعلاقة الإنسان بخالقه لايعلم بالنوايا إلا هو، جلت قدرته، وهو العالم بما تخفيه الصدور ،ويقيناً إن محمد نور في هذا الموقف، وتلك الصورة لم يفكر في هذه الجوانب(الدنيوية) بقدرماهي مشاعر تزامنت مع لاعب أشرفت حياته الكروية على النهاية، ومثلما وقف الله معه وأكرمه بهذه الموهبة والنحومية، وبما أنعم عليه من نعمة المال ومحبة الناس؛ فجاء ليشكره ويمن عليه ويكرمه هذا الموسم بنهاية (مشرفة) جداً لتاريخه عن طريق تحقيق البطولة الآسيوية المحببة لجماهير ناديه. ـ بعض المغردين اعتبروا أن ماقام به نور شيء عادي، ولا يستحق كل هذا الاهتمام والتغريدات التي أشدت فيها بموقفه عبر هاشتاق(#صورة_مشرفة) وإنني حسب وجهة نظرهم(بالغت) كثيراً في الاهتمام بهذا الحدث، مع أنني أرى أن مثل هذه المواقف(المشرفة)يجب أن نعتبرها(نموذجاً)مشرفاً نتفاخر بها، ونمنحنها حقها من الاهتمام والدعم والتشجيع وذلك(خير)من عقول لا تستحي من الله، تشرك به حينما تربط الفوز والخسارة بـ(المشعوذين) من السحرة والكهنة، وتتداول مثل هذه الأقاويل في المجالس، وتروج لها بين الناس عبر صفحات التواصل الاجتماعي، ولعلني هنا أسأل أيهما أفضل.. ماقام به محمد نور؟ أم من يصدق ساحراً وكاهنا ويعمل له دعاية؟ ـ ثنائي ومدحي لنور أعتبره البعض تناقضاً في المواقف، فكيف تصفه بالسرطان، ثم تبالغ في الثناء عليه، ومثل هذه الآراء مع احترامي البالغ لأصحابها، فهي لاتفرّق بين انتقادات لسلوك خاطئ، فرض ذلك النقد في وقت حدوثه،وعندما يقوم نفس الشخص بسلوكيات جيدة متميزة فحينها لابد للناقد أن يثني عليه ويمدحه؛ وإلا أصبح في هذه الحالة بينه وبين الشخص المنقود موقف شخصي. ـ اهتمامي بهذا الحدث أراه أهم من الاهتمام بنتيجة المباراة، وأحسب أن هذا الموقف(الروحاني) الذي صدر من اللاعب محمد نور يدعوني إلى التعاطف معه، والدعاء له بأن يأتي ختام حياته الكروية كما يتمنى، ويتمنى له محبوه.. على أنني أوجه له نصيحة يجب أن ينظرإليها بعين الاعتبار تخص زملاءه الشباب، فعليه أن يراعي جوانب نفسية وطموحات مر بها في بداية مشواره يبحثون عنها، ومهما كان للنجم الكبير من تاريخ وجماهيرية؛ فإنهم يرفضون(خطف) نجوميتهم في وقت أصبح اليوم هو زمنهم، رسالة لنجم كبير آمل أن يفهمها ويستوعب أهدافها جيداً. نقلا عن الرياضية