عيسى الحربي- سبق- الرياض: وجّه الكاتب مساعد العصيمي تساؤلات حول المستوى المتواضع الذي تمر به قنوات التلفزيون السعودي إلى وزير الثقافة والإعلام عبدالعزيز خوجة، مجيباً في الوقت ذاته على حالة الغضب التي كان عليها خوجة مطلع الشهر الحالي في مكالمته التي كشف عنها الزميل خالد سليمان. وقال العصيمي في مقاله المنشور اليوم في صحيفة الوطن: لم تكن صدمتنا من تداخل وزير الإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة مع الزميل خالد السليمان، التي نشرها الأخير عبر تغريداته سهلة الاستيعاب؛ لأننا لم نعرف هذا الرجل إلا عنوانا للسلم والهدوء، لكن ما الذي حدث؟! هل فداحة خسارة النقل التلفزيوني للكرة السعودية السبب؟ لا أعتقد ذلك؛ لأن عدم الاهتمام بالمنتج كان حاضرا ولا يمكن إنكاره، وإن كان المنتج المفقود هو أهم بضاعة وعمل، ويوازي بأهميته كل ما تقدمه الهيئة مجتمعة بقنواتها وعملها. وتساءل في معرض مقاله: هل غضب الوزير من أنه لم يؤخذ رأيه ومشورته في الأمر؟! ما نجزم به أنه غائب تماما عن الأمر، خاصة أن الهيئة قد شاركت الناقل الجديد ببعض الفتات الذي تركه لها من نوع لا يسمن ولا يغني من جوع، ومن ثم تركته بعد المداخلة. وبدأ من رده على الزميل أنه لم يكن يعلم شيئا وأن القرار برمته مفاجئ له!. وأضاف: نحن لا نريد بيروقراطية متحكمة بأوصال الناس لا أريكم إلا ما أرى حتى لو كان الدوري السعودي ويقدم من تلفزيون حكومي؛ لأن التقنيات سيئة والإدارة ضعيفة، لقد شاهدنا كيفية النقل وإدارة العمل والحوارات في التلفزيونات الخليجية، وما يحدث لدينا من عبث التقديم والإعداد، وكثرة الخلل في الصوت والصورة. وتابع: الناس يريدون التقنية العالية والتأثير الإيجابي، اللذين نشاهدهما في القنوات الخليجية الأخرى، ولا نجدهما في تلفزيوننا، رغم أن معالي الوزير من رواد التواصل الاجتماعي. نحن نعلم ما كان عليه النقل والعبث من قبل تلفزيوننا العزيز، وأن الميزانية الضخمة للهيئة تدار وفق منطق حسابات مالي ممل، يجعل المحب لقناة بلاده الراغب في التعاون معها إما أن يهرب منها أو يلجأ إلى الاستجداء والتسول لعلهم يرأفون به ويمنحونه حقوقه. كما أن القدرات العالية التي تقود الإعلام التلفزيوني في الخليج هي سعودية، وندرك لماذا هربوا من تلفزيونهم الحكومي. وقرأنا شكاواهم عبر وسائل الإعلام من عدم وجود البيئة المشجعة، والأهم عدم تسلمهم حقوقهم المالية! وما زالت إلى الآن منذ سنوات؟ مقابل أن القنوات الأخرى لم تتأخر عليهم. حتى القنوات الإذاعية القائمة اليوم لا تعرف هذا الإنكار والتأخر! لو اطلعنا على القائمين على القنوات السعودية والمديرين التنفيذيين لها ولبرامجها، وقرأنا السيرة الذاتية لكل منهم، لأدركنا أين تكمن المشكلة، وقد اطلعنا على البرامج الحوارية مع الشخصيات الإعلامية خلال رمضان، وآراء الضيوف التي أعلنتها بصراحة وهي تتساءل عن التكليفات والإنتاج: أين تذهب وإلى من تذهب؟! كنت أتمنى على معالي الوزير أن يكون قادرا على بلورة الأمر وصياغته نحو الأفضل. لا أن يدافع عن منتج ضعيف متهالك؛ أفراده يفتقدون إلى المهنية ولم يعرفوا تدريبا ومسؤولية، بل تجري الأمور حسب الصداقات والمحسوبية. القرار السيادي أراد أن يكون المنتج الإعلامي الأهم للسعوديين بتقنيات عالية لم تستطع قنواتنا الحكومية تحقيقها. ليس لقلة أموال لديهم ولا لقلة موهوبين سعوديين بل لضعف إدارة. وفيها لم يكن الرجل المناسب في المكان المناسب. ومعالي الوزير أكد ذلك من خلال ظهوره في عدة برامج رياضية عبر قنوات أخرى غير قنواتنا الحكومية.