وصلتني رسالة "وتس آبية" تلفت نظر مدراء المدارس والمدرسين في المدارس الابتدائية إلى ملاحظة الحالة النفسية للطفل اليتيم في أول يوم دراسي أو أسبوع التمهيد بحضور الآباء، وما يمكن أن يسبب له هذا الاسبوع وهذا اليوم من ألم وإحراج ودونية أمام زملائه، وما قد يترتب على ذلك من مشاكل مستقبلية في تحصيله العلمي والسلوكي!. هنا يأتي دور المعلم الحصيف، والذي قد لا تفوته أبجديات التربية، ويكون تجاوز هذه المرحلة أمراً سهلاً إذا ما حددت الإدارة أسماءهم مع بداية التسجيل، ومن ثم الاستعداد لاستقبالهم بالهدايا وتكريمهم أمام الطلاب ووضعهم في مكان بارز ومميز، ومرافقة مدرس لهم أثناء فترة التمهيد، كل ذلك من السهل العمل به بمبادرة من الادارة ومدرسيها دون الرجوع الى الوزارة والمكاتبات التي سيتخرج الطالب من المرحلة الابتدائية وهم يطلبون مرئياتهم وبناء على خطابكم رقم وتاريخ وإشارة لطلبكم ذي الرقم!!. أحد الشباب خريج جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الهندسة الكهربائية عاش يتيماً يقول لي: لم يمر علي يوم تذوقت فيه اليتم وتلبست فيه الضعف، وأحسست فيه بالدونية كأول يوم دراسي عندما أوصلتني والدتي "الأرملة" إلى باب المدرسة، وحثتني على الدخول وعادت، وعند دخولي إلى فناء المدرسة وجدت الساحة تعج بالآباء وأبنائهم، وأنا أقف كأنني الساري على ضوء عينيه، يقول: برغم الألم الذي أحسست به إلا أن هناك مدرساً فطن لذلك، وكان يعرف عائلتي فانتشلني مما أنا فيه، وأخذ بيدي، فتبدد خوفي وسررت، وكان ذلك هو الدافع الكبير بعد توفيق الله إلى مسيرة تعليمية حافلة بالنجاح والتفوق. والله المستعان.