×
محافظة الرياض

ثقافي / إثراء المعرفة تقدم دورات فنية مجانية بأيدٍ سعودية

صورة الخبر

شكل التطرف المنبثق عن تأويلاتٍ خاطئةٍ للإسلام مجالا لحديث الكثيرين خلال العقود الثلاثة الماضية. أخطر ما يمكن أن يحدث أن يحصر التطرف بمذهبٍ واحدٍ من المذاهب، وبعد المجزرة التي حدثت على أيدي شيعة ضد سنة في «ديالي» بدأ الحديث بشكلٍ مذهبي حول هذا العنف. برأيي أن العنف يمكن أن يحدث في أي دينٍ وفي أي مذهب، لا ننسى المعارك في الثمانينات بين الهندوس والسيخ، وفي قرون مضت بين الكاثوليك والبروتستانت، والذي يجري بين السنة والشيعة هو امتداد لثنائية العنف الكارثي بين هذين المذهبين الأساسيين في الإسلام. قبل أيام تحدث أحد الدعاة متهما فئة محترمة مهمة من المجتمع السعودي بأنها متطرفة، وعنيفة، وقاعدية! يتهم شيعة السعودية بالإثم والإفك معمما الأخطاء ضد الطائفة كلها. شيعة السعودية، وصوفيتها، وإسماعيليتها، وسنتها هم أساس في نسيج هذه البلاد وبها اكتملت تعدديتها وثراؤها الثقافي والمعرفي والاجتماعي، وأن يخرج مجموعة صغيرة من هذه الطائفة أو تلك فإن القلة لا تمثل الكثرة، كما أن من الخطأ والبطلان ادعاء كون أهل الرياض كلهم قاعدة فقط، لأن بضع مئات خرجوا على ولاة الأمر وتمت مطاردتهم ودحر خطرهم! هذا المعيار خاطئ ومسيء ولا يحلل القضايا أو يضعها في مجالها الصحيح. فعل القلة لا يعبر عن سلوك «الكل»، العجيب أن الداعية أصر على تكرار عبارة «كلهم» و«كل»، والأخطر أن يربط هذه الطائفة الكريمة بالمشروع الصفوي، مع أن ولاءهم الوطني وانتماءهم لا غبار عليه، وهذا التشويه المتعمد خطر وضد المشروع الوطني الذي تقوده السعودية، وضد رؤية الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يستقبل بمجلسه أطياف المجتمع بالعمائم والمشالح ومن شتى المذاهب والطوائف، بل وأسس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني حتى يكون النقاش موجودا، لكن من دون سلوكيات التنافي والتهم والتكفير والتخوين. أتمنى دائما أن نقول الخير أو أن نصمت، فلا مكان للفتنة بين مجتمعنا المتعدد.