«ضيق الصدر، وعدم قبول الرأي الآخر «ولو كان من صديق غالٍ، أو قريب، أو زميل عمل، ناهيك عن سواهم وخاصة بين جدران البيوت ممّا لاحظته على نفسي وعلى الكثيرين ممّن أعرفهم، ومنهم أكاديميون وإعلاميون ومعلمون، وقد تأكّد لي ذلك من الحوارات بين أعضاء بعض مجموعات الواتس والتليجرام التي أشارك فيها، وأشرف على بعضها، حيث لم يتحمّل البعض الآخرين فزمجر، وأرعد، وأزبد، ومن ثم ترك المجموعة، وربما كل المجموعات التي تم استضافته فيها! ترى كم هي هذه الصورة حقيقية، وتصوّر حالنا؟ إن كانت كذلك فهل ممكن التعديل والإصلاح؟ وكيف؟ طرحت هذه القضية على زواري في صفحة الفيس بوك، وفي مجموعات الواتس، وقد عقّب بعض الأصدقاء الأعزاء عليها، ومنهم الأستاذ أسامة عسيلان حيث قال: «دخلت في نقاشات كثيرة جدًّا -ولله الحمد- كان من يغضب، ويزمجر، ويغادر هو الطرف الآخر، لابد من توطين أنفسنا على قبول الرأي الآخر، والحق دائمًا لمن يستند إلى الدليل، ولكن الوقت والأعصاب يؤثران على المتابعين، فيعذر بعضهم لانسحابه لكثرة المناقشات والمجموعات وغيرها». أمّا الأستاذ فايز سليهم فهو يقول: وجهة نظري تقول ما أفعالنا إلاّ ردة فعل لأفعالنا!! لا أقصد التندر، بل لأننا لا نملك أدب الحوار، فهذا هو حالنا، نسلب الحق في التعبير.. ونصادر على الحق.. ونتحدث بدور الأب، وتسفيه الآخر.. ندّعي الخبرة وحسن التدبّر، فماذا تتوقع منّا إلاّ أننا ندير الحوار بنفس المنهجية الكارثية، وتتولد مشاحنات النقاشات.. أنا أجزم أن الكثير لا يقصد ولا يظن أنه فاعل ذاك أساسًا، ولكن هناك مجموعة مفردات طاغية في حوارات المجتمع على حساب مفردات لو عادت لعاد أدب الحوار. غابت بعض، وحل مكانها الكل.. غابت مفردة ممكن أكون خطأ، وحل مفردة أفهم أحسن منك، والقياس هنا كثير ولا مجال لحصره، يظل هناك أمر آخر، وهو أكثر أهمية لم نعد ننزل الناس منازلهم، فنخاطب الوالد، والأستاذ، والشيخ بذات الطريقة التي نخاطب بها الابن...» أمّا أ.د. خالد حامد الحازمي فهو يعتقد أن من الأسباب أن كل أحد يعتقد أن الحق معه. ويرى أنه أكثر من غيره فهمًا، ويأتي السؤال المحوري: «لماذا هذا الشعور؟»، وهنا يمكن القول إن من الأسباب باختصار تأثير المحيط الاجتماعي، تربيتنا التي لم تكسبنا ذلك الغرور، مصادرنا المعرفية المتضاربة، ولا أقول مصادرنا العلمية، الخلفية الثقافية والميول تلعب دورًا كبيرًا في توجيه الفكر، والعلاج باختصار: الممارسة العملية للمناقشة في مدارسنا يجب أن نتعلم منها كيفية مناقشة المعرفة. وهذا يتطلّب تدريب المعلم أولاً ثم أهمية الوعي بأن المعلومة ليست محصورة في أشخاص لا تخرج عنهم البتة إلاّ ما كان تخصصًا، أهمية الوعي بتبادل الأفكار وأدب الاستماع والنقاش، أهمية إدراك قيمة التواضع وممارسته في جوانب الحياة والتي منها التواضع في امتلاك المعرفة، حقيقة موضوع مهم جدًّا وواسع، وشكرًا لكم على إثارته ونفع الله بكم. ترى وبعد العديد من حلقات الحوار الوطني وغيرها من الفعاليات والدورات والمحاضرات عن الحوار، هل امتلكنا ناصيته، وتمكنّا من إدارته بجدارة فيما بيننا؟ وهل يمكن تحقيق نجاحات رائدة تساعدنا على استمرار عملية البناء الإيجابي لمجتمعنا ولصالح الأجيال القادمة؟ sirafat@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (66) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain