×
محافظة المنطقة الشرقية

بالفيديو .. طفلة فلسطينية تتوعد إسرائيل بالحرب

صورة الخبر

مشكلة المنظمات التي تنتهج القتال، والقتال فقط طريقها للوصول لأهدافها، تجدها تكرر في كل مرة نفس الخطأ وكأنها تقرأ من كتاب واحد، وأظنها كذلك، ويا ليتها تكرر الخطأ فقط ولكنها تقدم من حيث تعلم أو لا تعلم هدايا على طبق من ذهب كما يقال لخصومها، تصل إلى درجة تهديد وجودها كمنظمة وموت ربما «مشروعها» (إن وجد..!) إلى غير رجعة. وهذا في ظني ما تفعله داعش اليوم في العراق وقبلها في سوريا، القتل وليس غير القتل، وتجدها تصور قتلاها وكيفية التمثيل بجثثهم بعد الموت من شق الصدور وقطع الرؤوس، وبتر الأعضاء بصورة تستهجنها الفطرة السليمة التي فطرنا عليها كبشر، ناهيك عنا كمسلمين حيث راعى المشرع الإسلامي حرمة النفس البشرية فيكفي أن نتذكر قوله تعالى (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا). ولكن في نموذج داعش تجد، عناصرها يتفاخرون بذلك، ويهنئون بعضهم بعضا على هذا «الإنجاز»! أمام الكاميرا، وهم قطعا لا يعنيهم الرأي العالمي، وماذا سوف يقال عنهم في صفحاته، لأنهم باختصار شديد يرون حسب (اعتقادهم) أنها الوسيلة (الناجعة) في الوصول إلى (الهدف)، وأن العالم كل العالم كافر وخارج عن دائرة الإسلام ولا يستثنون منه إلا أنفسهم، ولا يعتقدون -ربما ولو لواحد بالمائة- أنهم ربما قدموا هدية إن لم يكن هدايا إلى السياسي العراقي وربما إلى سياسيي المنطقة الناظرين إلى مركز العراق وموقعها الاستراتيجي، كما فعلوا في سوريا مع حكومة الاسد، بعد أن ضيعوا على الشعب السوري المطالب بالإصلاح، الكثير من مطالبه المشروعة، حينما قدموا الفوضى والقتل على أساس إما مذهبي أو ديني أو فكري، دون مراعاة أن هذه البلدان أي سوريا وبعدها العراق ولبنان مؤخرا وربما ليس آخرا، يحكمها التنوع المذهبي والديني، وأي حكم يأتي لها يجب أن يكون مراعيا لهذا التنوع، وإلا تحولت إلى فوضى وبلدان بلا حكومة جامعة لهم، ومؤسسة لاستقرار تسعى له هذه الشعوب وأي شعب يعيش نفس هذا التنوع المذهبي والديني، فالكل شاهد كيف استعدت داعش الديانة المسيحية بمجرد دخولها الموصل، وانتهى الامر بالمسيحيين لترك الموصل هربا من بطش داعش، ونحن نعرف أن الديانة المسحية في العراق ليست وليدة اليوم والأمس، فحقيقة وجودها بالعراق يعود إلى آلاف السنين، فهي ثاني أكبر الديانات في العراق من حيث عدد الاتباع بعد الإسلام، والتاريخ يقول حينما فتح المسلمون بلاد ما بين النهرين أي العراق، كان المسيحيون مرحبين بهذا الفتح لما سمعوا عن تعاليم الدين الإسلامي السمح في تعامله مع الغير وبعد ذلك عايشوه واقعا في ظل الحكم الإسلامي، وحصلوا على عهود الأمان من الخلفاء المسلمين، واستعانت بهم الدولة الإسلامية في تنظيم بعض أمور الدولة. كما استعدت المسلمين سنة كانوا أم شيعة وكذلك الطوائف الاخرى من الايزيدية والصابئة وغيرهم من طوائف العراق. ومن هنا قد يكون ما تقوم به داعش في العراق اليوم، يقدم هدية لحكومة رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي، حينما تجد طوائف العراق نفسها بين خيارين إما حكومة داعش، بما تقوم به من تهجير وسفك لدم على أسس مذهبية ودينية، لكل مخالف لها، أو حكومة حيدر العبادي بما تحمل من تطلعات خصوصا بعد ترحيب بدا صوته مسموعا من حكومات المنطقة والقوى العظمى ممثلة بالولايات المتحدة الامريكية، وربما ترجم ذلك إلى أفعال في المستقبل ليعود للعراق المكلوم على امتداد ربع قرن من عدم الاستقرار والطمأنينة شيء من ذلك الاستقرار. ولهذا اتوقع أن منظمة مثل داعش أو أي منظمة تظهر على شاكلتها برغم ما تخلفه من ضحايا وتدمير- وهو مؤلم بالطبع- مصيرها الزوال، ونهايتها مسألة وقت لا أقل ولا أكثر لأنها تسير خارج التاريخ وخارج العرف المجتمعي والدولي كذلك.