×
محافظة الرياض

12844 قضية عمالية في 8 أشهر

صورة الخبر

ثمة زيادة مفزعة في أعداد اللاجئات السوريات بالأردن اللاتي يجبرن على الزواج المبكر، وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن الأمم المتحدة. وتقول أورلا غورين، من مخيم الزعتري للاجئين، إن الفقر يجبر بعض الأسر على بيع بناتها لرجال يكبرهن كثيرا، مشيرة إلى أن هناك تجارة منظمة الآن في الفتيات الصغيرات. وفي أحد الأكواخ المجهزة في المخيم المترامي الأطراف، جلست فتاة في الثالثة عشرة من عمرها وهي ترتدي فستانا أبيض ونقابا من الحرير. وكانت الفتاة محاطة بأطفال ليسوا أصغر منها كثيرا يصفقون ويرددون كلمات أغنيات خاصة بالأطفال. وما كان يبدو وكأنه لعبة يشارك فيها الأطفال كان في حقيقة الأمر حفل زفاف تلك الفتاة. وكانت أمها تقف على مسافة منها وتبكي على وطنها الذي مزقته الحرب، وربما على ابنتها. وطلبت الأم عدم الكشف عن اسمها أو اسم ابنتها. وفي وقت سابق كانت إحدى اللاجئات السوريات تصفف شعر الفتاة وتضع مساحيق التجميل على وجهها في صالون تجميل مؤقت، في لمسات أخيرة تضع نهاية لمرحلة الطفولة. وقالت العروس إن عائلتها هي من اختارت الزوج البالغ من العمر 25 عاما، مؤكدة أنها لم تره من قبل. وأعربت عن سعادتها بالزواج، ولكن الحقيقة هي أنها لم تكن تملك خيارا آخر. وتشير أحدث الأرقام الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى أن نحو 32 بالمئة من حالات الزواج بين اللاجئين في الأردن لفتيات تحت سن الثامنة عشرة. وتشير هذه النسبة إلى حالات الزواج المسجلة، ولذا فإن الرقم الفعلي أعلى من ذلك بكثير. وكان معدل زواج الأطفال في سوريا قبل الحرب قد وصل إلى 13 بالمئة. وتزوج بعض الأسر الفتيات الصغيرات بسبب التقاليد، في حين يرى آخرون الزوج سيوفر الحماية لبناتهم، غير أن الأمم المتحدة تقول إن الفقر هو السبب الرئيسي وراء معظم الحالات. وقال ميشيل سيرفادي، نائب ممثل الأردن في اليونيسيف: "كلما طال أمد الأزمة في سوريا، كلما زاد لجوء عائلات اللاجئين إلى هذا الأمر كألية للتأقلم معها. الغالبية العظمى من هذه الحالات هي انتهاك للأطفال، حتى لو حدث ذلك بموافقة الوالدين". وفي مخيم الزعتري، الذي يعد بمثابة مدينة للمحرومين في الصحراء، يتزوج البعض قبل أن يصل إلى سن المراهقة. ودعيت منيرة شعبان، وهي قابلة معروفة في المخيم باسم ماما منيرة، لحضور حفل زفاف فتاة تبلغ من العمر 12 عاما وصبيا في الرابعة عشرة من عمره، لكنها لم تلب الدعوة. وقالت: "شعرت وكأني أريد أن أبكي وكأنها مثل ابنتي، وأعتقد أن هذا نوع من أنواع العنف. إنه لشيء مخز في حقيقة الأمر. لو وصلت الفتاة إلى 18 عاما أو أكثر فإنهم يعتقدون أنها كبيرة في السن ولن تتزوج". وتحاول منيرة تجنيب الفتيات الصغيرات الأعباء التي يتحملها الكبار، ولذا تنظم جلسات في عيادتها، التي هي عبارة عن مقاعد وسط الرمال، لتوعية اللاجئات بالمشاكل التي تواجهها المتزوجات في سن صغيرة. وقالت منيرة: "إنهن لا يعرفن شيئا عن الطهي، فضلا عن أنهن لا يقرأن ولا يكتبن، فكيف يتمكن من رعاية أزواجهن؟ وكثير من هذه الحالات تنتهي بالطلاق". وهذه هي المشكلات التي واجهت فتاة نحيلة الجسم تبلغ من العمر 17 عاما، وتزوجت وهي في الخامسة عشرة ولديها طفلة الآن. ورفضت الفتاة الكشف عن هويتها.