كتبنا عدة مقالات عن أن تكلفة الطاقة الشمسية في المملكة ستكون أرخص كثيرا من بقية دول العالم لما حباها الله من سطوع شمس طويل أغلب فترات السنة ولوجود المواد الأولية لصناعة الخلايا الشمسية وغيرها. وأيضا لرخص الأيدي العاملة مقارنة في أوروبا ولوجود تقنيات جديدة تساعد على تنظيف الخلايا والمرايا من الغبار وغيره. وكان يصرح مسؤولو مدينة الطاقة النووية والمتجددة بأن الطاقة الشمسية غالية بناء على دراسات (القص واللصق) التي يستنسخونها من أوروبا! وكنا نرد ان المنطق يقول غير ذلك فعواملنا وبيئتنا تختلف عن أوروبا وأمريكا لذلك نريد دراسات خاصة بجو وعوامل المملكة ولكن لا حياة لمن تنادي! والآن شهد شاهد من اهلها فقد ذكر السيد تيري لوبيرك احد كبار المسؤولين والمؤسسين لشركة solairedirect وهي شركة فرنسية كبرى في مجال الطاقة الشمسية ان تكلفة انتاج الطاقة الشمسية في المملكة أرخص من البقية وهي في نطاق 70 دولار-90 لكل ميجا وآت/ ساعة بينما سعر التكلفة في امريكا مثلا يصل من 130-243 دولار اي تقريبا 3 أضعاف المملكة! ليس هذا وحسب بل ان أسعار الطاقة الشمسية للملكة قد تقل الى50 دولار لكل ميجاوات/ ساعة في عام 2020! وأنا أؤكد انه ربما تقل عن ذلك لو قمنا بإنتاج دورة صناعة الطاقة الشمسية كاملة لأنه كلما زاد الانتاج الكمي كلما قلت التكلفة! ألم أقل لكم في مقال سابق ان السماء في السعودية تسقط ذهبا! عزيزي القارئ مثال بسيط يمثل أسعار الخلايا الكهروضوئية عبر السنين فقد كانت أسعارها في السبعينات الميلادية غالية فقد كان سعر السيلكون للخلايا الكهروضوئية في عام 1977 هو 76 دولاراً بينما في هذه السنة سعره 0.36 دولار فقط! اي ان سعره انخفض اكثر من 200 مرة! وهذا الطبيعي في حياة السلع فعندما يبدأ المنتج يكون غاليا لكن مع الوقت يقل سعره كثيرا وكمثال الحاسبات كنا نشتريها بعشرات الآلاف والان ربما بمئات الريالات. عندما تقل تكلفة الطاقة الشمسية إلى 50 دولاراً وأقل لكل ميجاوات/ ساعة فإن هذا يعني ان الطاقة الشمسية اصبحت أرخص من اغلب مصادر الطاقة في العالم اي أرخص من الرياح وأرخص الفحم وأرخص من الطاقة النووية التي معدل تكلفتها 60 دولاراً لكل ميجا وآت/ ساعة. نحن نعرف عن الاستقالات التي تعانيها مدينة الطاقة النووية والمتجددة والتي نشرتها الصحف العالمية والتي قيل انه بسبب عدم رضاهم عن طريقة العمل. لكن الأهم لدينا الآن انه ثبت للجميع أن هناك مستقبلاً واعداً جداً للطاقة الشمسية في بلدنا إذا أُحسن استغلال الفرص! لكن إن بقيت المدينة على ما هي عليه من بيروقراطية وتنظير من غير عمل فإن هذا المشروع الحيوي سيبهت ولا يقدر على الوقوف! وأختم بخبر ان المملكة هي الدولة الأولى في دعم الوقود في العالم وهناك أيضاً عشرات من المليارات تحرق سنويا من اجل إنتاج الكهرباء! أليس أبناؤنا والأجيال القادمة أحق بها؟