قالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ"الوطن"، إن المفاوضات الفلسطينية -الإسرائيلية غير المباشرة في العاصمة المصرية القاهرة برعاية مصر تتجه إلى تمديد وقف إطلاق النار لحين التوصل إلى اتفاق. وكانت المفاوضات غير المباشرة استؤنفت أمس في القاهرة ولكن الجانب الإسرائيلي فاجأ المشاركين برفض المبادرة المصرية، وهو ما استدعى جهودا مصرية مضاعفة لإنقاذ الموقف قبل انتهاء وقف إطلاق النار الموقت منتصف ليل أمس. وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبومرزوق: "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض الورقة المصرية، وقدم الوفد (الإسرائيلي) تعديلات أعادت الوضع إلى المربع الأول. نتنياهو أسير للتناقضات الداخلية، فقد خاض الحرب بشقيها الجوي والبري وخسرها، ولم يحقق أهدافه التي وضعها لنفسه". وكان الوفد المصري التقى أمس الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي، كل على حدة، حيث قال مصدر فلسطيني كبير لـ"الوطن": "أعتقد أن الأمور تسير باتجاه تمديد وقف إطلاق النار". ولفت المصدر إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيصل في الساعات القادمة إلى قطر قبل أن يصل الجمعة المقبل إلى العاصمة المصرية للقاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يوم السبت. وقال "تأتي هذه التحركات في إطار الجهد الفلسطيني المساند للجهد المصري". وأعلنت النرويج أنها ستتشارك مع مصر في رئاسة مؤتمر لإعادة إعمار قطاع غزة يعقد في القاهرة بعد التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف النار. ميدانيا، وصف الدكتور هيثم الحسن، رئيس قسم الجراحة العامة في مستشفى المقاصد في القدس واختصاصي جراحة الأوعية الدموية، العدوان الإسرائيلي على غزة بأنه "بلا شك، هو الأصعب والأعنف والأسوأ". وأضاف بعد مشاركته ضمن الوفد الطبي التطوعي من الضفة الغربية إلى مستشفيات قطاع غزة لمدة 8 أيام "فجميع المشاهدات توضح أن القضية أصبحت استهدافا للمدنيين بالدرجة الأولى، وليس الأمر استهدافا لتنظيم أو لفصيل أو لحزب، بل هو استهداف للناس المدنيين والشعب الفلسطيني، في أماكن سكناهم وليس في ميادين المعارك، والدليل أن 32٪ من الجرحى هم من الأطفال، و26٪ من الشهداء من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عاماً". وأوضح الحسن أن طبيعة الأسلحة المحرمة دولياً التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين، كشظايا القذائف تدخل إلى جسد الضحية لتصيب أعضاءه بالشلل؛ حيث خلفت تلك الأسلحة قرابة 3000 معاق، أي ما يزيد عن 40% من نسبة الجرحى، وذلك نتيجة الانفجارات العنيفة وموجة التصادم التي تسببها القذائف الصاروخية فتقذف الضحية بعيداً إلى مسافة عشرات الأمتار، ناهيك عن التعرض للإصابة المباشرة أو سقوط أحد الجدران عليه، ويضرب الحسن مثلاً كحالة الطفل قصي النملة ذي الأربعة أشهر، والموجود حاليا في مستشفى المقاصد، حيث قذفته موجة التصادم إلى رأس شجرة على بعد 20 مترا من البيت الذي قصف في مدينة رفح. وأكد الحسن أن 60 حالة بتر للأطراف حدثت في مستشفى الشفاء خلال يوم واحد فقط، جراء التعرض لسلاح الدايم القاتل، منوهاً إلى أن عدد المعاقين غير نهائي، فقد يصل إلى أكثر من 4000 معاق، وذلك بالإشارة إلى العدد الكبير من حالات الإصابة بالدماغ الموجودة في مختلف المستشفيات، هؤلاء لا تستطيع الإحصائيات أن تستثنيهم قبل استكمال علاجهم والتأكد من استعادة أهليتهم، وإعادة تأهيل من هم بحاجة لذلك في المراكز المختصة.