أظهرت كوريا الشمالية أمس انفتاحاً مفاجئاً بعد سماحها أمس بدخول صحافيين ووفدٍ جنوبي إلى أراضيها وإبداءها استعداداً للتفاوض حول أسلحتها النووية مع القوى الغربية. وكان رئيس الوفد الأميركي الى المحادثات السداسية غلين ديفيس دعا كوريا الشمالية أمس إلى اتخاذ المزيد من الخطوات بهدف نزع سلاحها النووي. واعتبر ديفيس، الذي يزور سيئول حالياً، في مؤتمر صحافي مصغر عقب لقائه مع نظيره الكوري الجنوبي، مدير مركز التسوية للسلام في شبه الجزيرة الكورية بوزارة الخارجية، جو تيه يونغ، في مقر الوزارة، أن "العوائق التي تمنع استئناف المحادثات السداسية هي مطالب كوريا الشمالية المستمرة بالاعتراف بها كدولة نووية". وذكّر بأنه منذ بضعة أشهر، أعلنت بيونغ يانغ "وفاة المحادثات السداسية، وأكدت أنها لن تعيد التفاوض مجدداً على قدراتها النووية". وقال ديفيس ان كوريا الشمالية "بحاجة إلى تقديم إشارات تفيد بأنها صادقة حيال المسألة الأساسية في المحادثات السياسية، ألا وهي التوصل إلى نزع سلمي للسلاح النووي لشبه الجزيرة الكورية". ومن جهته، قال جو تيه، إن المبعوثين "اتفقا على أن باب الحوار مفتوح بهدف حل الأزمة النووية الكورية الشمالية، وأن المفاوضات يجب أن تكون ذات معنى تؤدي إلى نزع السلاح النووي من الشمال". واعتبر أنه يمكن التحقق من صدق بيونغ يانغ فقط، في حال التزامها بمعاهدة نزع السلاح النووي التي صادقت عليها عام 2005، إضافة إلى التزامها بالقرارات الدولية، مؤكداً أن "كوريا الشمالية بنفسها تعرف ماذا يجب القيام به". وكانت كوريا الشمالية وافقت أثناء محادثات سداسية عام 2005، على إيقاف برنامجها النووي والعودة إلى معاهدة الحظر مقابل ضمانات دبلوماسية حول أمنها ومساعدتها في مجال الطاقة. من جهة أخرى استأنفت الكوريتان المفاوضات أمس الثلاثاء لإعادة نشاط مجمع كايسونج الصناعي الذي يتم تشغيله بشكل مشترك بين البلدين، حسبما قال مسؤولون بعدما تم التوصل لاتفاق الشهر الماضي لإنهاء خمسة أشهر من الجمود في العلاقات. وقالت وزارة شؤون الوحدة في كوريا الجنوبية إن المفاوضات ستركز على ضمان عمل المجمع بشكل طبيعي دون انقطاع. ونقلت وكالات الأنباء عن كيم كي وونغ رئيس وفد سيئول في المفاوضات قوله إن "فريقنا سيركز على جعل المجمع مناسبا ومكانا خاليا من القلق بالنسبة للشركات الكورية الجنوبية للقيام بأعمال". ودخل الوفد الكوري الجنوبي المكون من 5 مسؤولين من الحكومة، والصحافيون وغيرهم عبر خط الحدود العسكري إلى المجمع صباح أمس. وكشف مسؤول وزاري طلب عدم الكشف عن هويته أنه خلال المحادثات المشتركة التي أجريت الأسبوع الماضي، أوضح الجانبان وجهات نظرهم الأساسية. واشار إلى ان الشمال وافق على السماح للتقنيين والمهندسين الكوريين الجنوبيين البقاء ليلاً في المجمع للقيام بتصليحات، مشيراً إلى أن اتفاقاً على وشك أن يتم بين الجانبين حول إنشاء أمانة عامة جديدة للجنة المشتركة. وأوضح أن الجانبين يتعاملان مع التفاصيل بحذر، ويحاولان توحيد وجهات نظرهما في أي اتفاق ملزم يتم التوقيع عليه. ثم قال المسؤول إن سيئول لا تدفع باتجاه تنفيذ الشمال كافة شروطها في هذه المرحلة، رغم رغبتها بملاحظة "تصميم كبير" من جانب بيونغ يانغ لإظهار استعدادها لإنشاء مجمع صناعي قادر على التنافس، يتوافق مع المعايير الدولية. وحققت الكوريتان في الجلسة الأولى والاجتماعات بين اللجان الأربع الفرعية، إنجازات مثل استئناف خط الهاتف العسكري وتشكيل التفاهم بشأن ضرورة تحسين النظام، كما ناقشتا الجدول المستقبلي ل 4 لجان فرعية، إضافة إلى تعويض الخسائر اللاحقة بالشركات الكورية الجنوبية في كيسونغ، كما ناقشا أفضل طريقة للتقدم باتجاه إعادة فتح المجمع. وكان كلا الجانبين قد وافق الشهر الماضي على العمل نحو استئناف تشغيل المجمع الصناعي الذي يعمل به 123 مصنعا كوريا جنوبيا ويوظف أكثر من 53 ألف عامل كوري شمالي قبل أن تغلقه بيونغ يانغ في أبريل الماضي. إلى ذلك سافر وفد من أبطال رفع الاثقال في كوريا الجنوبية الى بيونغ يانغ أمس الثلاثاء للمشاركة في بطولة اقليمية قد تشهد رفع علم الجنوب وعزف نشيده الوطني رسميا لاول مرة على اراضي كوريا الشمالية. ويمثّل هذا قفزة كبيرة في العلاقات بين الجانبين لا سيما أن بيونغ يانغ كانت قد هددت بشن هجمات صاروخية ونووية على كوريا الجنوبية وحليفتها الولايات المتحدة قبل أشهر قليلة. وقالت وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية انها صدقت على هذه المشاركة الرياضية الاسبوع الماضي بعدما تعهدت بيونغ يانغ بضمان امن وسلامة بعثتها. ووافقت كوريا الشمالية ايضا على السماح برفع علم كوريا الجنوبية حال صعود احد رباعيها على منصة التتويج وعلى عزف النشيد الوطني للجنوب حال فوز احد رياضييه بالميدالية الذهبية. وقال كيم كي دونج نائب رئيس الاتحاد الكوري الجنوبي لرفع الاثقال انه يأمل ان تعزز هذه الزيارة العلاقات بين الجارتين. وتضم بعثة كوريا الجنوبية 22 رباعا و19 مسؤولا وسافرت الى بكين من مطار جيمبو الدولي في سيئول. وبعدها سيتوجهون بطائرة اخرى الى بيونغ يانغ. وسينافس الرباعون في بطولة آسيا 2013 المقررة بين 11 و17 سبتمبر في عاصمة كوريا الشمالية. وكانت آخر مشاركة لرياضيين من كوريا الجنوبية في بطولة في كوريا الشمالية عام 2003 في مسابقة بين الكوريتين في كرة السلة وكرة القدم. وفي يوليو الماضي تلقى منتخب كرة القدم للسيدات في كوريا الشمالية استقبالا حارا في الشطر الجنوبي اثناء مشاركته في كأس شرق آسيا.