إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - باستكمال إجراءات تأسيس شركة تطوير العقير، تم في محافظة الاحساء أمس الثلاثاء توقيع عقد تأسيس الشركة برأسمال يبلغ مليارين و (710) ملايين ريال بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة. وحضر مناسبة توقيع عقد التأسيس وكيل محافظة الاحساء خالد البراك، وأمين الأحساء م. عادل بن محمد الملحم، والمدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالاحساء علي الحاجي، وعدد من مسؤولي الجهات الحكومية والشركات المساهمة في المشروع. طرح 30% من الأسهم عبر الاكتتاب العام مستقبلاً وقد وقع عقد تأسيس الشركة مندوبو الجهات والشركات المساهمة، وهي: وزارة الشؤون البلدية والقروية «أمانة محافظة الأحساء»، وصندوق الاستثمارات العامة، والمؤسسة العامة للتقاعد، وصندوق التنمية الزراعية، والشركة العقارية السعودية، ومجموعة شبه الجزيرة، ومجموعة أسترا، ومجموعة الشعلة القابضة، وشركة الراشد للتجارة والمقاولات، وشركة عبداللطيف العرفج وإخوانه القابضة، وشركة نماء العقار، وشركة تنمية الشرق للصناعة والمقاولات، وشركة السعدون للصناعة والمقاولات، وشركة الياسين الزراعية، وشركة الأحساء للسياحة والترفيه «أحسانا»، وشركة الجواد للتجارة والصناعة والمقاولات، ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، وجمعية الأطفال المعوقين، ومؤسسة باذل الخير للأعمال التجارية والعقارية. تهيئة المواقع السياحية وفي بداية اللقاء القى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية كلمة رحب فيها بصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وأصحاب المعالي والسعادة الحضور، وأكد سموه بأن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء - حفظهم الله - حريصة كل الحرص على تطوير وتهيئة المواقع السياحية في جميع مناطق المملكة وتطوير كافة المواقع السياحية لفتح مجالات للاستثمار السياحي وفتح فرص عمل كبيرة للشباب السعودي الذي تخطى مرحلة الهواية إلى الاحترافية في المجال السياحي. وأضاف سموه أن مشروع تطوير العقير يجسد اهتمام القيادة - حفظها الله - بتطوير كافة مناطق المملكة اقتصاديا من خلال المشاريع المنوعة التي تعود بالخير على الوطن والمواطن، منوها سموه بما سيحققه المشروع من عوائد اقتصادية على المنطقة والمحافظة وتوفير فرص العمل لأبنائها. وأشاد سموه بما تبذله الهيئة العامة للسياحة والآثار بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز من جهود للارتقاء بالسياحة الداخلية وتطوير خدماتها، ودعم الاستثمار السياحي الذي يعول عليه في قيام مثل هذه المشاريع الاقتصادية الكبيرة، معربا سموه عن تقديره لكافة الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص التي شاركت في المشروع. وأشار سموه إلى أن المنطقة الشرقية تزخر بالكثير من المقومات الطبيعية والاقتصادية والبشرية التي تؤهلها لاحتلال مكانة متقدمة في خارطة السياحة السعودية والخليجية، مبينا أن المنطقة تشهد حاليا تنفيذ عدد من المشاريع في هذا العهد الزاهر. المشروع يوفر 90 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة للمواطنين التركيز على السياحة الداخلية من جانبه أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بعد توقيع عقد تأسيس الشركة في كلمته أن مشروع تطوير العقير - الذي يعد أول وجهة سياحية متكاملة تسهم فيها الدولة -حظي منذ بداياته بتوجيهات ودعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء و زير الدفاع – حفظهم الله- وتأكيدهما بالتركيز على السياحة الداخلية وتطويرها للمساهمة في توفير فرص العمل للمواطنين، وتحفيز المواطن وأسرته على البقاء في وطنه من خلال توفير البنية التحتية المتكاملة والخدمات السياحية المميزة، ومباركة سيدي خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - للمشروع خلال زيارته لمحافظة الأحساء في جمادى الأولى 1427ه، وموافقة مقامه الكريم في عام 1428ه على توصية المجلس الاقتصادي الأعلى على إنشاء شركة تطوير العقير وفق النموذج الاستثماري المرفوع من الهيئة العامة للسياحة والآثار والمؤيد من اللجنة الوزارية المشرفة على المشروع، وموافقة مجلس الوزراء في 11 رمضان 1433ه على تخصيص مبلغ مليار وأربعمائة مليون ريال الاستثمار لإيصال البنية الأساسية إلى حدود المشروع من ماء وكهرباء وصرف صحي. وثمّن سموه ما وجده المشروع من دعم واهتمام من رؤساء مجلس إدارة الهيئة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز (رحمه الله)، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز (رحمه الله)، ومن صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية سابقاً، كما عبّر الأمير سلطان بن سلمان عن تقديره لدور صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية و مشاركة الوزارة من خلال أمانة محافظة الأحساء في تأسيس الشركة. وثمن حضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة لهذه المناسبة وما يجده المشروع من لدن سموه من اهتمام ومتابعة مستمرة، ومن صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية، وصاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي محافظ الأحساء رئيس مجلس التنمية السياحية بالمحافظة. كما أشار سمو رئيس الهيئة بكل التقدير إلى ما وجده المشروع من اهتمام من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية سابقاً، وأعرب عن تقديره لجهود معالي المهندس فهد الجبير أمين المنطقة الشرقية، والمهندس عادل الملحم أمين محافظة الاحساء. وأوضح سمو رئيس الهيئة أن مشروع تطوير العقير السياحي يمثل البداية الفعلية للاستثمارات في المشاريع والوجهات السياحية المتكاملة، وتطوير البنية التحتية والاساسية للسياحة، بما يكفل توفير نمط سياحي متطور يسهم في استمتاع السائح المحلي بالسياحة في بلاده، مضيفا بأن المشروع كان بانتظار منظومة قرارات من الدولة توجت بقرار توفير البنى التحتية للمشروع. ولفت رئيس الهيئة إلى أن المشروع يكتسب أهميته أيضا من مكانة العقير التاريخية والاقتصادية باعتباره الميناء الأول للمملكة الذي شهد العديد من الأحداث والاتفاقيات المهمة في التاريخ الوطني منذ عصر المؤسس الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه-، وما تتميز به محافظة الاحساء من مقومات يأتي في مقدمتها أهلها الكرماء بإخلاصهم لوطنهم وتاريخهم المشرف في الوحدة الوطنية، وخبراتهم العملية والتجارية المخلصين لوطنهم، وأهل الاحساء اهل علم وعمل وأهل كرم، إضافة إلى المقومات التاريخية والاقتصادية والطبيعية، وأضاف: «هناك دين علينا للاحساء واليوم نسعى لاكمال الوفاء به، فالمحافظة والعقير خصوصا شهدت انطلاق النشاط الاقتصادي للمملكة مؤكدا سموه على الأهمية الاقتصادية للمشروع ودوره في توفير فرص العمل لسكان المنطقة والمواطنين بشكل عام. ونوه بدخول عدد من شركات القطاع الخاص في المشروع كمساهم رئيس في تأسيس الشركة بنحو مليار ريال في المرحلة الأولى، وهو ما يعكس إقبال القطاع الخاص على الاستثمار في قطاع السياحة الوطني ذي الجدوى الاقتصادية، لا سيما بعد صدور عدد من القرارات المحفزة للاستثمار السياحي من قبل الدولة. وأضاف : الدولة شريك في المشروع عبر دخولها من خلال وزارة الشئون البلدية والقروية بالارض، اضافة إلى مشاركة أكبر شريحة من المواطنين عبر صناديق الدولة والشركات المساهمة.، وقد تم طرح الفرصة على جميع الشركات ذات القدرة المالية والخبرات التي تساهم في تطوير المشروع. وأبان رئيس الهيئة أن مشروع العقير يأتي تتويجاً لجهود الدولة متمثلة في الهيئة وشركائها في السنوات الماضية في تنظيم السياحة لمواجهة الطلب الكبير على السياحة الداخلية التي تركز عليها الهيئة بشكل كامل. مساحة المشروع وتبلغ مساحة مشروع تطوير العقير (100) مليون متر مربع، بشواطئ تمتد بمسافة (15) كيلو متراً على ساحل الخليج العربي، ويبعد المشروع عن مدينة الدمام والهفوف مسافة لا تتجاوز (70) كيلو متراً، وبمسافة (370) كيلو متراً عن مدينة الرياض. تعمل على مشروع تطوير العقير عدد من الجهات الحكومية بالتضامن مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، وهي وزارات: الشؤون البلدية والقروية (أمانة الاحساء)، المياه والكهرباء، التجارة والصناعة، والهيئة العامة للاستثمار، وغيرها من الجهات ذات العلاقة. سيخدم المشروع المواطنين والمقيمين بالمنطقتين الشرقية والرياض ومناطق المملكة الأخرى والزائرين من دول الخليج العربي. تتكون اللجنة التوجيهية لمشروع تطوير العقير التي تم تشكيلها للإشراف على مهام وتوجيه العمل بالمشروع من كل من: صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، ومعالي وزير المالية، ومعالي وزير الاقتصاد والتخطيط، ومعالي وزير التجارة والصناعة سابقا، ومعالي محافظ الهيئة العامة للاستثمار سابقا، ومعالي أمين عام المجلس الاقتصادي الأعلى، وسعادة وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية للشؤون الفنية. المشروع بتكامل عناصره وتعدد خدماته سيوفر خيارات سياحية تلاءم متطلبات وخصوصية الأسرة السعودية، وتلبي احتياجات الشباب الترفيهية، وتطوير الخدمات والفعاليات السياحية، إضافة إلى المؤتمرات والمعارض وغيرها من الأنشطة الاقتصادية، ومن المتوقع أن يسهم المشروع في جميع مراحل تطويره في توفير أكثر من تسعين ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة للمواطنين. المراحل الإعدادية نفذت الهيئة العامة للسياحة والآثار عملية تنظيم الاستثمار في العقير حسب توجيهات مؤكدة من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بالالتزام بأعلى معايير الشفافية، وساهمت في مرحلة تأسيس شركة تطوير العقير عدد من الجهات التي تمثل شريحة كبيرة من المواطنين، مثل صندوق الاستثمارات العامة، والمؤسسة العامة للتقاعد، والشركة السعودية العقارية، وعدد من الشركات المساهمة العامة الأخرى التي يتم تداول أسهمها في السوق السعودي، إضافة إلى عدد من المستثمرين المتخصصين في التطوير السياحي، وتم حصر الاستثمار في تأسيس شركة تطوير العقير على الشركات والصناديق السعودية، وسيتم تطوير المشروع على ثلاث مراحل، وسيتم مستقبلا طرح ما لا يقل عن 30% من أسهم الشركة للمواطنين من خلال الاكتتاب العام، وذلك تأكيداً لتوجهات الدولة بأن يكون الاستثمار متاحاً للمواطنين. وبدأ عدد من الجهات الحكومية بالبدء بتنفيذ البنية التحتية للمشروع ومنها وزارة الشؤون البلدية القروية (أمانة الأحساء) التي تساهم بأرض المشروع إضافة إلى البدء في تأسيس مكتب بلدية العقير لتسهيل أعمال الشركة ومستثمريها، ووزارة المياه والكهرباء التي بدأت العمل في بناء محطات الكهرباء وتحلية المياه والصرف الصحي، ووزارة النقل التي قامت بربط مشروع العقير بطريق الخليج السريع. مرافق المشروع يضم المشروع العديد من العناصر الرئيسة ذات الجودة المتميزة وفقاً للمعايير العالمية، منها: مرافق الإيواء السياحي المتنوع من فنادق وشقق مفروشة ووحدات سكنية متنوعة، حيث من المتوقع أن تبلغ عدد الغرف (9602) غرفة، بالإضافة إلى (20911) وحدة سكنية مفروشة في المرحلة الأولى. مرافق سياحية وثقافية واقتصادية وترفيهية، وتشمل : الحدائق المائية - مراكز السيارات - مراكز الرياضات المائية - مدن الملاهي - المنتجعات الصحراوية – المتاحف التراثية والبحرية ومنها متحف العلوم البحرية ومتحف ميناء العقير التاريخي – قرى ومراكز التسوق - مراسي الرياضات المائية - نادي اليخوت - مركز المعارض والمؤتمرات - أسواق المنتجات الفنية والحرف اليدوية - تطوير المواقع الأثرية بشاطئ العقير، بالإضافة إلى مقرات الخدمات الحكومية الأخرى (أمنية، صحية، وتعليمية سياحية)، كما ستتم دراسة ربط العقير مع الرياض بالقطار السريع، وإنشاء مطار سياحي اعتمادا على الجدوى الاقتصادية. وجهة العقير يتميز العقير بمكانته التاريخية، فقد كان الميناء الرئيس للحضارات المتعاقبة في الأحساء وحتى عهد قريب، وقد اهتم المؤسس الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه- بميناء العقير لكونه البوابة الاقتصادية للدولة السعودية الناشئة، وكان إلى عهد قريب قبيل تأسيس ميناء الدمام الميناء الرئيس الذي يفد إليه الزائرون لوسط الجزيرة العربية وشرقها. ولأهميته ولكونه الميناء الرئيس في شرقي البلاد فقد شهد ميناء العقير أحداثا سياسية واقتصادية في عهد الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - ويستقبل شاطئ العقير بمحافظة الأحساء آلاف الزوار والسياح طيلة أيام العام، ويجذب الشاطئ الذي يبعد نحو 65 كلم من مدينة الهفوف كثيراً من المرتادين من مختلف مناطق المملكة وخصوصاً من الأحساء و المنطقة الشرقية ومنطقة الرياض، ويصل العدد اليومي لقاصدي الشاطئ قبل تطويره خلال المواسم والعطلات إلى أكثر من 28 ألف زائر.