شكت مواطنة من رفض موظف بهيئة الهلال الأحمر نقلها إلى المستشفى بحجة عدم وجود محرم معها، في حين أكدت الهيئة أنها ستجري تحقيقا لمعرفة ملابسات الواقعة. وأوضحت الدكتورة سلمى شهاب أنها تعرضت لألم الشديد في رأسها حتى فقدت قدرتها على التحمل، إلا أن موظف تلقي البلاغات في الهلال الأحمر اشترط وجود محرم ليرسل سيارة إسعاف. وبحسب الدكتورة الشهاب فإن الآلام بدأت معها من أول الليل، وتوقعت أن تزول سريعا، إلا أنها امتدت إلى الساعة الرابعة فجرا، واشتدت الأعراض عليها لدرجة عدم التحمل، وأصبح لديها صعوبة في التحدث وعدم تحريك الرأس، لافتة إلى أنه لم يكن بإمكانها الخروج في ذلك الوقت للبحث عن سيارة أجرة، خصوصا أنها تسكن بمفردها في تلك المنطقة، ولا توجد سيارات أجرة فيها بالقدر الكافي بحسب ما نشرته صحيفة "عكاظ" اليوم. وتابعت أنها اتصلت بالهلال الأحمر وبدأ الموظف يسألها الأسئلة المعتادة وعن وجود أعراض مسبقة والعمر والموقع، ووصفت له الموقع بطلب منه، موضحة أنها حين أخبرته بأنها بمفردها رد قائلا: "لا نستطيع إرسال سيارة لك وأنت لوحدك، ثم اختفى الموظف، وطلب الانتظار لثوان، ورجع بعد ذلك وقال لي: ليس لدينا تعميم يخول لنا إرسال سيارة إسعاف لنساء دون محارم بعد ذلك استوقفتني الجملة إنسانيا"، متسائلة بالقول "هل نموت إذن؟". في المقابل، قال الناطق الإعلامي لهيئة الهلال الأحمر السعودي بالرياض أحمد العنزي إن الرعاية الطبية الإسعافية تخضع لمعايير طبية دولية في المجال الإسعافي وخدمة الإنسان إسعافيا تخضع إلى حالته الصحية، مبينا أن هيئة الهلال الأحمر السعودي تقدم الخدمة الإسعافية بأسرع وقت ممكن، ولا تنظر إلى لون أو عرق أو جنس. وأشار إلى أن الخدمات الطبية بشكل كامل لكل مواطن ومواطنة، مبينا بأنهم سينظرون جديا في شكوى المواطنة، وسيتم الاطلاع على كافة التسجيلات الواردة لمركز الهلال الأحمر. وبين أن الهلال الأحمر لديه قاعدة بيانات يومية بأكثر من 1300 اتصال يومي، وسيتم التواصل مع المواطنة لتوضيح وجهة النظر، مؤكدا أنه في حال كان الموظف مخطئا سوف يعاقب، وإن لم يخطئ سيتم الاعتذار لها وفق الأنظمة والخدمات المقدمة، وسيتم ذكر الأسباب التي أدت إلى عدم نقلها إلى المشفى في تلك اللحظة. وسبق أن تسبب بطء استجابة الهلال الأحمر أو غيره من هيئات حكومية في نقل مريضات إلى المشفى بحجة عدم وجود محرم في تدهور حالتهن الصحية، والتي انتهت بعضها بالوفاة. فقد توفيت الطالبة آمنة باوزير بجامعة الملك سعود، بعدما رفضت إدارة الجامعة السماح للإسعاف بدخول مبنى كلية الدراسات الاجتماعية بقسم البنات لإنقاذ الطالبة إثر تعرضها لأزمة قلبية حادة، وذلك نظرا لعدم وجود "محرم" للفتاة. كما تعرضت حياة الطالبة مريم العنزي وجنينها للخطر ، عندما جاءها المخاض في جامعة الإمام محمد بن سعود ،حيث رفضت الطبيبة في مقر الخدمات الطبية بالجامعة نقلها بالإسعاف إلى أقرب مستشفى، مشترطة أن يحضر ولي أمرها ويتسلمها ، فوضعت ابنها بالمبنى.