أكد الدكتور شوقي علام مفتي مصر أن ما تشهده الساحة حاليا من إثارة للشبهات حول السنة هو تمهيد لانتشار الفكر المتطرف والإرهاب، وأن الجماعات المتطرفة لا يعرفون الفرق بين الإرهاب والجهاد، مضيفا أن إثارة مثل هذه الشبهات والتشكيكات في علماء المسلمين وتراثهم من ورائها أغراض سيئة خاصة في هذا التوقيت الحرج وهو ما يدعو إلى الريبة، كما أن بعض من يثير تلك التشككات بغير سند علمي يبحث عن الشهرة، وقال إن الإسلام لم ولن يكون يوماً إلا دعوةً للبناء ونصوصه الشرعية ناطقة بهذا، ونحن (أمة وسط) والإسلام يرفض الأفكار المتطرفة، وفي نفس الوقت يرفض الأفكار المائعة التي تدعو إلى تهميش الدين. وأدان مفتي مصر في برنامج "الحياة اليوم" الذي يذاع على قناة "الحياة": ما يحدث من قيام الجماعات المتطرفة مثل "داعش" من تهجير للمسيحيين في العراق، مؤكداً أن الإسلام برئ من ذلك، ويرفض تهجير أي إنسان أو إيذائه بأي صورة مهما كانت ديانته. وأكد ان مثل هذه الجماعات المتطرفة لا يقفون وحدهم، بل لابد أن يكون وراءها جهات تحركها، لأنه لا يمكن أن تكون هذه الجماعات الإرهابية تسير بتلك الخطى الثابته إلا وكان وراءها منظمات تدعمها. وشدد مفتي مصر على ضرور تحرير مصطلح "الجهاد"، لافتاً إلى أنه التقى عدداً من الشباب الذين يريدون أن يذهبوا للجهاد، وبين لهم أن الجهاد يجب أن يكون في سبيل الله، وهو ما يعني عمارة الأرض، ولكن تم تشويه هذا المصطلح وتم التغرير بالكثير من الشباب، فهم على العكس لا يجاهدون ولكن يقتلون الأنفس التي حرم الله إلا بالحق سواء كانت مسلمة أو غير مسلمة وهو ما يرفضة الإسلام. الى ذلك أكدت دار الإفتاء المصرية أنها تضع كافة إمكانياتها العلمية والشرعية للتحاور مع الشباب، وتوعيتهم بخطورة ظاهرتي التشدد والطعن على الثوابت التي ظهرت على الساحة مؤخراً وأشار أكد الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي مصر أن دار الإفتاء قد أنشأت مرصداً لرصد الفتاوى التكفيرية والآراء الشاذة والرد عليها وكذلك معرفة القضايا التي تهم الشباب لمناقشتها، موضحاً أن الدار ستعمل على التعاون بشكل كامل مع الأزهر ووزارة الأوقاف من أجل خدمة تلك القضية وكافة القضايا التي تهم الأمة. وأضاف قائلاً: "علينا جميعاً النزول إلى واقع الناس وفتح حوار مباشر معهم لتحقيق حالة من التواصل بهدف إعادة تأهيل الذين وقعوا في براثن الإرهاب والتطرف وكذلك إزالة الشبهات لدى قطاع من الشباب تم التغرير بهم للطعن في ثوابت الإسلام وعقيدته" وأكد د. نجم أن المرحلة القادمة تتطلب تكاتف الجهود لعلاج التحديات الفكرية على الساحة، والتي من أهمها ظاهرة التكفير والإرهاب خاصة بين الشباب، والتصدي لحالة الشقاق المجتمعي وشدد مستشار المفتي على أن المعالجات الأمنية لن تكون علاجاً ناجحاً لهذه الظواهر، فلابد أن يواجه الفكر بفكر مثله، مشيراً إلى ضرورة تكاتف مؤسسات الدولة المعنية الدينية والرسمية والمجتمع المدني والإعلام لتحقيق ذلك.