عكف الوسط السياسي اللبناني أمس على امتصاص الصدمة التي خلّفتها «الصفقة الروسية الأميركية» في شأن تأجيل أية ضربة عسكرية محتملة ضدّ نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وفي حين جمّدت الاتصالات السياسية الداخلية المتعلقة بالحكومة العتيدة في انتظار تبلور المشهد الإقليمي، انشغل السياسيون اللبنانيون بتقديم واجب التعزية للنائب وليد جنبلاط الذي توفيت والدته مي أرسلان أمس الأول. ويبدو من القراءات اللبنانية الأولية لقرار تجميد الضربة الجوية الأميركية - الفرنسية لأهداف تخص النظام السوري أن كلّ طرف لبناني راح يقرأها بحسب اجتهاداته الداخلية. من جهته اكتفى رئيس الجمهورية ميشال سليمان بالتمني من القصر الصيفي في بيت الدين: «أن يُبنى على العرض الروسي لتسوية الموضوع في سوريا، لافتا الى الثوابت اللبنانية في هذا الشأن والقاضية بإيجاد حل سلمي للنزاع فيها». وفي حين قالت أوساط في قوى 14 آذار ل»الرياض»: أن «ما جرى هو نكسة حقيقية للمعسكر المؤيد للمعارضة السورية والتفاف أميركي-روسي من فوق رؤوس الجميع جرى على هامش قمّة الدول العشرين في بطرسبرغ وأن لذلك تأثيرا حتميا على لبنان» فإن هذه الأوساط اشارت الى أن «لا عودة الى الوراء في التعاطي مع نظام الأسد الذي ولو أصبح بلا سلاح كيميائي فهو مسؤول عن كلّ ما يحصل في سوريا منذ عامين ونيّف، وبالتالي فإن 14 اذار ستستمر باستراتيجيتها السابقة حيال الموضع السوري مع تشديد على النأي بلبنان أكثر فأكثر من النيران السورية ومحاولة تشكيل حكومة بالحد الأدنى من التوافق، أما شكلها فسيتبلور في الأيام القادمة». من جهتها، قالت أوساط مسؤولة في قوى 8 آذار ل»الرياض»: أن «ما جرى في سوريا يؤشر الى قوّة محور الممانعة وبالتالي لا يمكن لأحد اليوم أن يطالب باستبعاد «حزب الله» من حقه التمثيلي في الحكومة العتيدة»، وقالت هذه الأوساط أن «ثلاثية» الجيش والشعب والمقاومة «ستصبح اكثر رسوخاً بعد الذي جرى في سوريا».