حسنا فعل رئيس شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبدالرحمن السديس بخطبته الجمعة الماضية، حيث تحدث عن الجرائم التي ترتكب من التنظيمات المسلحة. الخطيب كان حاضرا في مجلس الملك عبدالله بن عبدالعزيز ساعة خطاب المعاتبة، حينها فهم أن الصمت الآن لا يوجد له أي عذر، فانبرى خاطبا عن فصيل داعش وعن الفصائل الأخرى الدموية في العالم. هذه الخطبة تجعل المسؤولية على بقية خطباء الجوامع الكبرى بالمناطق في السعودية، وعلى الزملاء للسديس في الحرمين الشريفين أكبر، وأتمنى تكثيف الخطاب المناوئ لهذه التنظيمات واستخدام لغةٍ تقنع المجتمع والمسلم في خضم هذه الشبهات التي تنخر في عقول أجيالٍ وأجيال. التحذير من خطرٍ لا يعني التضخيم له، بل يعني التعاطي معه واقعيا. من هنا أختلف مع بعض الذين يتحدثون عن وجود تضخيم إعلامي لخطر داعش، ومسكين هو الإعلام إذ يحمل كل الرزايا التي يسلط الضوء عليها. فقط بنظرةٍ على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى مقاطع اليوتيوب نعرف أن الخطر ليس مضخما، هناك تغريدات تصل إعادة التغريد لها أربعة آلاف وتكتبها داعش ويعيد تغريدها شباب صغار في السعودية والخليج. أبعد هذا نقول إن الخطر ليس محدقا؟! أرى أن المحاصرة التي تجري الآن هي بداية لإنهاء خطر هذا التنظيم، من خلال إعلان مجلس الأمن لقرارٍ تحت الفصل السابع، وتوجه الاتحاد الأوروبي لحرمان داعش من عائدات النفط، وعن طريق إنهاء الأزمة بين عشائر الأنبار الذين أعلنوا ولاءهم لحكومة العبادي الجديد بعد تنحي المالكي، والأهم الضربات الأمريكية التي قال أوباما إنها ستستمر، ومن الضروري كما قال جون ماكين أن تكون الضربات نوعية وكاسرة وقاسية. الخطر كبير، وخطبة السديس أثارت آلاف التغريدات وردود الفعل، لأن الموقع الذي ألقيت فيه له قدسيته وهو المسجد الحرام، ليت أن الشيخ السديس يضع استراتيجية لتصحيح مفاهيم إسلامية نحو الاعتدال من هذا المنبر المجاور لكعبةٍ يتوجه إليها ألف مليون مسلم يوميا. فهل هذا صعب على الشيخ أو مستحيل؟! بقدر ما نشكره بقدر ما نطمح نحو المزيد. نقلا عن عكاظ