×
محافظة المنطقة الشرقية

الخطوط الحديدية تدشن خدمة نقل كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة

صورة الخبر

الملك عبدالله قائد واضح صادق نقي يملك قلبا أبيض هكذا عهده أبناء الوطن يتكلم لهم بوضوح وتلقائية. وفي كلمته التاريخية التي صدرت يوم الجمعة 5 شوال وضع خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- النقاط على الحروف في خطورة المرحلة الحالية التي بدت سطوة الإرهاب تزيد وتتسع مما يتطلب وقفة حازمة ضد هذا الإرهاب الدموي الكريه.. لكن أرى أن كلمات الملك عبدالله مع العلماء المباشرة الصادقة «ترى فيكم كسل وفيكم صمت، وفيكم أمر ماهو واجب عليكم. واجب عليكم دنياكم ودينكم، دينكم، دينكم. وربي فوق كل شيء» هي الأبلغ وهي ما نحتاجه لأنها تبتعد عن الدوران حول الحمى وتتجه إلى مواجهة الأمر بشكل واضح وصريح. ففي حين نحتاج إلى مستوى متقدم وصريح من المسؤولية ونحن نرى بعض شبابنا يتسابقون إلى ترك جامعاتهم ومدارسهم بل ومواقع ابتعاثهم تاركين أهاليهم ومجتمعهم الآمن المستقر منهم الطبيب والطالب والعسكري وشباب الأعمال، نجد للأسف أن استقبالنا لكلمة الملك الرسمية لم يصل إلى مستوى الحدث ولم يتلقاها بخطة عمل لتطبيق مضمون هذه الكلمة ومحاربة الفكر المتطرف البغيض الذي يهدد أمننا واستقرارنا، وأول ذلك هو تأمين الحماية الفكرية والتعبئة المعنوية التي فشلت أساليبنا التربوية والإعلامية والثقافية والدعوية في القيام به. وهنا ينقسم المجتمع إلى قسمين أحدهما قسم يمثل المناصب والمسؤولين ورجال السلطة من إعلاميين وغيرهم. وبين فئة شابة (83 بالمئة من المجتمع السعودي أقل من 39 عاما حسب تقدير المركز الوطني للشباب في جامعة الملك سعود) ومعهم دعاة تخصصوا في الوقوف ضد التوجهات الرسمية وهؤلاء يتجهون إلى وسائل التواصل الاجتماعي ويؤثرون بها ويتأثرون منها في غياب شبه كامل للتنسيق بين الأجهزة المعنية للتوجه للشباب بالشكل المطلوب. لذا فإن كلام خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- يضع النقاط على الحروف فهناك قصور واضح في الأجهزة الدعوية والتربوية والثقافية والإعلامية والاجتماعية وغيرها أدت إلى هذه النتيجة. وبكل صراحة يبقى صوت سماحة المفتي واضحا صريحا في كل خطبة جمعة أو درس أو تصريح يحذر من الخوارج والتكفيريين ويحذر من الشباب، بينما القصور واضح من العديدين للأسف. وخطورة هذا التخاذل لايخرج من أمرين إما خوف من المبادرة ومن سطوة الجماهير ومن مغبة توهم الإنسان أن يتدخل فيما لا يعنيه أو ينتظر التوجيه من أحد أو ربما يكون متأثرا برؤى وأفكار أخرى أو يكون طابورا خامسا مختفيا في انتمائه وولائه لبعض الأحزاب والتنظيمات حتى ولو كان في عمل رسمي أو خاص وأخطرها حركة الإخوان المسلمين والسروريين الذين لهم سطوتهم وماكينتهم الإعلامية في تويتر وغيرها وهم من يثير الفتنة حيال موقف المملكة في حروب داعش وحرب غزة ويتوافقون في منهجهم مع داعش وإيران ضد المملكة وبعضهم للأسف من تلونهم أصبحوا يضللون ويهونون من الأمر. كما أننا بحاجة إلى الحسم في قضية الانتماء فأين مثلا أصحاب الاتباع المليونية في تويتر وغيرها من الدعاة عن كلمة الملك مثلا والتي تمثل وجة النظر الصادقة المحبة للعالمين العربي والإسلامي والدولي. ثم إين الدعاة والمحتسبون الذي يقفون ضد كل عمل حكومي تطويري ويحتسبون ضد الابتعاث وتوظيف المرأة وأمام مكاتب بعض الأجهزة الخدمية للتحدث في أمور إدارية وتنظيمية بينما هم بعيدون عن قضايا تهم أمن الوطن ووحدته واستقراره. وما موقف بعض خطباء الجوامع والدعاة مؤخرا إلا دليل على ذلك وهذا ماردده بعض مسؤولي وزارة الشؤون الإسلامية وكأنهم يقولون الأمر فوق طاقتنا بينما يفترض أنهم هم أصحاب الِأمر ومن يملك تعيين الخطيب وصرف رواتبه ومحاسبته أو عزله. وهنا لابد من وقفة صادقة فإما أن نكون أو لا نكون، ويجب فتح الحوارات بصدق ووضوح وتوعية المجتمع بشمولية. وإذا لم نتجه إلى من يثير الفتنة ضد الوطن ويشحن الشباب ويجيشهم ضد وطنهم فإننا لا نفعل شيئا وإذا لم نفعل شيئا الآن فلن نفعل ذلك لاحقا وعندها يطبق علينا الخطر لا سمح الله. ولعلنا ندعو الله سبحانه وتعالى بالرحمة والغفران إلى الدكتور غازي القصيبي والدكتور محمد الرشيد وغيرهما ممن تعرضوا لأشكال من التهديد والتخوين والإساءة وحذروا وكتبوا وتحدثوا وها نحن نشهد ما حذروا منه وقبلهم رجل الأمن الأول الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- حينما حذر من الجماعات الحزبية ووقف بحزم ضد الإرهاب بداية بحركة جهيمان ومرورا بحوادث في الحج والخبر والعليا وانتهاء بموجة الإرهاب التي نعيشها حاليا وما كان ينادي به بأن الفكر لا يواجه إلا بفكر والحجة بمقارعة الحجة. وأختم بمقترح لتكوين لجنة من الجهات المعنية لوضع خطة عمل لتفعيل ما جاء في كلمة الملك للعالم وكلماته -حفظه الله- للعلماء بما يوافق الحال ويتلاءم مع خطورة الوضع ويرصد لها الإمكانيات اللازمة للقيام بالدراسات واستطلاعات الرأي واستنهاض الهمم وتوظيف القدرات الدعوية والثقافية والأكاديمية والفكرية والإعلامية واستخدام مختلف الوسائل والطرق وأهمها ما يوجه للناشئة والشباب باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مدروس وعميق ومخطط له بتوجيه وعمل موحد من كافة الجهات المعنية، كما أنه من الأهمية فتح الحوار مع المتشددين وأصحاب الرؤى المختلفة ومبارزتهم الحجة بالحجة والذين لهم مواقف معترضة مع وجهة النظر الإسلامية المعتدلة، ويمكن لعلمائنا المعتبرين كشف الأمور وتوضيح الحقيقة للرأي العام لأن هؤلاء لهم شعبيتهم ويؤثرون في الرأي العام بحيث يتم مقارعة الحجة بالحجة ولا يقضى على الفكر إلا بالفكر كما قال بذلك الأمير نايف -رحمه الله. وأذكر قبل عدة أشهر أنني شاركت في أحد لقاءات الحوار الوطني واقترحت إحضار هؤلاء ومثلهم من يحتسبون ويتجمهرون ويرسلون مقاطع لجلوسهم وانتظارهم لتبليغ رسالتهم وهي أمور خلافية تتعلق بالابتعاث وتوظيف المرأة وغير ذلك بحيث يتم تبيان أصح أقوال العلماء ووجهة نظر الدولة في الأمر والحاجة التنموية والاقتصادية لتطوير المجتمع وفتح مجالات التعليم والتدريب والعمل الشريف لمختلف فئاته وإقامة الحجة بالحجة ولكن مقترحي لم يجد القبول بحجة واهية وهي الاعتراف بوجودهم وإعطائهم الشهرة التي يريدون. وقد يكون هذا الكلام مقبولا لو أنهم غير مؤثرين وليس لهم شعبيتهم بين الشباب وبالذات في وسائل التواصل الاجتماعي ولكن الواقع غير ذلك. ومثل ذلك برامج الحوار مع الموقوفين ومثلهم وليد السناني لأن الاستمرار في بث مثل ذلك وتكراره مع مناقشة العلماء لهم سيكون لذلك أثر كبير في القضاء على الأفكار المتشددة وتبيانها للشباب. وقد يقول قائل بإن أسلوب اللجان قد يطيل الأمر ويضعفه ويدخلنا في دائرة البيروقراطية لكن هذا الأمر بالذات لابد له من لجنة لأنه لاتوجد مثلا هيئة عامة لمكافحة الإرهاب كما هو في حالة مكافحة الفساد مثلا لأن الإرهاب وأسبابه وطرق التعامل معه مشكلة متشعبة يتداخل معها الأسباب والعلاج من كافة الأوجه الدعوية والتربية والثقافية والإعلامية والاجتماعية وغيرها ولايوجد حتى الآن لجنة عامة للتنسيق والمتابعة بين الأجهزة المعنية أسوة مثلا باللجنة العامة لمكافحة المخدرات فلعل ذلك مفيد لتنسيق الجهود بين الأجهزة الحكومية المعنية لمكافحة الإرهاب ومحاربته أو إنشاء هيئة عامة لمكافحة الإرهاب الذي نجحت فيه وزارة الداخلية بمحاربة الإرهاب نيابة عن العالم وقدمت أروع الأمثلة في تأمين أمن الوطن وسلامته.