شكاه رجال الشرطه للمأمون بأنه يمضي الليل يبكي أمام قصور البرامكة، وحين تشرق الشمس يذهب ليعود بعد مغيب الشمس يبكيهم من جديد. أحضروه عند الخليفة ليعرف السبب، حضر الرجل متسلحا بالصدق ولا سواه، وأجاب بأن بكاءه عليهم وفاء منه لمن قدموا له المال والجاه؛ فهم انتشلوه من الفقر الذي فتك به وستروا بناته السبع وعاش في قصورهم جابرين ما كسره الزمان منه (كان من أحفاد ملوك الحيرة) وحين فتك والدك بهم فقدت كل ما كان لي معهم. خفف المأمون من حزنه بأنه سيعوضه عن كل ما فقده حتى تهدأ نفسه وتطمئن. فما كان منه إلا أن أرتفع صوته بالبكاء داعياً للبرامكة وهو يردد "وهذه منهم أيضا". تعجب المأمون منكراً .. كيف أعطيك وأمنحك المال وتقول ما قلت؟ فأجابه الرجل الصادق بأنه لو لم يبك عند آثارهم ويراه رجال الشرطة ثم يحضروه إليه، لما نال هذا العطاء فأخذ. المأمون يردد: لا أعلم أأعجب من وفائك لهم أم من كثرة عطاياهم لك؟ هذه عاقبة الصدق لم تزل بقدم صاحبها ولم تورده المهالك، فالمواقف تحتاج لرجال صدق، والمتلقي يبحث عن المعلومة الصحيحة ويطرد الزائفة ومن يفبركها، أمانة القلم تقتضي الصدق معه فيما يكتب به حتى تمضي الكلمات ناصعة تنساب لقلب وعقل من يقرؤها. أما من ينفخ في الحرف روح التأجيج وتزييف الواقع، فقد أسقط قلمه وجنى على الوسط الذي ينتمي له، فما أطيب من أن تنافح عن بياض وصفاء، وتترك ظلمة الكذب والخداع تجليها شمس الحقيقة، فما نخفيه اليوم سيظهر غدا. استمرار الصراع بالكلمات وتبادل الاتهامات يجعل المرء في حيرة.. من الصادق؟ ومع من تكاد رحى الحقيقة تدور؟ كثيرون يكتبون عن قضايا في الوسط الرياضي ويقسمون الأيمان المغلظة أنهم على حق، والآخر يقسم كذلك.. وتمر الأيام فينكشف كذب أحدهما ومع هذا يستمر الكاذب دونما عقاب أو ردع! هنا سبب الإثارة المصطنعه التي وأدت الحقيقة في زمن سيطرت فيه شهوة الشهرة على قيم العمل، والتحزب للألوان جعل الميكافيلية مبدأ للكثيرين؛ فالبياض الكبير تشوهه نقط سوداء، متى بقيت بعيدة عن الضوء ماتت في أكفانه. متفرقات: النمور بالجوهرة غير: ساهم حضور جماهير الاتحاد الكبير جداً وغير المسبوق في المسابقات المحلية، بإعطاء صورة هي في غاية الجمال والروعة، فجمال الملعب وحسن مدرجاته والتنظيم الكبير من إدارة الملعب من خلال تواصلها قبل المباراة مع الجماهير، اكتمل بروعة وحضور هذا الجمهور العاشق، فكانت ليلة للتاريخ لا تنسى . ملعب الرائد من ضيعه؟: تنتهي المهلة المحددة لتسليم المشروع حين ترسية المشروع بعد أيام قليلة، والمبنى ما زال مشروعا على الورق فقط، نتساءل: إدارة المشاريع في الرئاسة العامة ماذا تعمل؟ الأموال التي أقرت أين ذهبت؟ وهل تمت محاسبة الشركة المنفذة؟ جماهير الرائد تريد معرفة من المتسبب في هذه الكارثة.