ألقى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الأستاذ إياد بن أمين مدني كلمة فى الاجتماع قال فيها: « إن استجابتكم الكريمة للدعوة لعقد هذا الاجتماع الاستثنائي للجنة التنفيذية على المستوى الوزاري للمرة الثانية خلال شهر واحد، للوقوف على تطورات وتداعيات العدوان العسكري الإسرائيلي المتصاعد على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة , إنما هو تأكيد على الإرادة المشتركة، والتضامن الحي الفعّال، والالتزام الصادق بأهداف وقيم وكينونة منظمة التعاون الإسلامي. وأضاف: « إن العدوان الإسرائيلي ما زال يستبيح كل المحرمات والقيم والقوانين والأعراف الدولية بارتكاب جرائم حرب أودت إلى الآن بحياة أكثر من ألفين من المدنيين الفلسطينيين وخلّفت ما يقارب عشرة آلاف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، ودمّرت آلاف المنازل، والمرافق المدنية، والبنى التحتية، وشرّدت أكثر من 470 ألف عن بيوتهم, ولم يتورع عن تدمير المساجد، وكأنه لم يعد يكفي آلة الحرب الإسرائيلية قتل المدنيين وهدم البيوت وحرق المزارع ودكّ البنى التحتية، فباتت تطلق شهوة الاجتثاث التي تتملك حكومتها على دور العبادة, وكأنها وقد اقتلعت الفلسطينيين من أراضيهم ودورهم، تريد أيضا اقتلاع ملاذهم إلى ربهم في مساجدهم , وقلّ أن شهدت الحروب همجية مثل هذه. وأكد معاليه أن الاجتماع يأتي لاتخاذ موقف يعبر عن الدعم الثابت لمنظمة التعاون الإسلامي لشعب فلسطين في محنته، ويلبي ما يتطلبه هذا التحدي الصارخ لنا جميعا من جهد جاد وفاعل وملموس، من أجل وقف نزيف دماء الشعب الفلسطيني، ومساندته، والدفاع عن حقوقه المشروعة.وتابع يقول « إنه منذ بداية هذا العدوان الاسرائيلي الغاشم، واصلت المنظمة المبادرة والعمل بكل جد وتصميم، وفي إطار قرارات القمة ومجلس وزراء الخارجية السابقة وفي ضوء التوصيات التي أقرتها هذه اللجنة في الاجتماع الذي انعقد في العاشر من تموز/يوليو الماضي حيث تم توجيه رسائل إلى وزراء خارجية الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة والرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي والمفوضة السامية لحقوق الإنسان، تطالب فيها المنظمة بالتحرك الفوري لحمل إسرائيل على وقف حربها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ودفعها للامتثال للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية,وتحملهم مسؤولياتهم في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وتؤكد لهم أن كل من يوفر لإسرائيل الحماية السياسية والغطاء الأخلاقي، ويمدها بالمزيد والمزيد من أدوات وتقنيات ومعلومات القتل والدمار؛ إنما هو شريك لها فيما ترتكبه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وأبان معالي أمين منظمة التعاون الإسلامي أن المنظمة أطلقت نداءً للمجتمع الدولي ومؤسساته للتدخل الفوري لوقف هذا العدوان وتأمين الاحتياجات الإنسانية العاجلة, كما قام المندوب الدائم للمنظمة لدى الأمم المتحدة ومكتبها هناك، بإجراء المشاورات اللازمة ما بين المجموعة الإسلامية والمجموعات السياسية الأخرى، وبذل الجهد الحثيث من أجل الوصول إلى موقف أممي يدين ويوقف هذه الجريمة المتواصلة, وقد تم بالفعل عقد ثلاثة اجتماعات متتالية لمجلس الأمن الدولي، إلا أن بيان رئاسة مجلس الأمن الدولي قد جاء على درجة أقل مما كنا نصبو إليه.