وصف الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة الدكتور عبدالعزيز بن عمر الجاسر، الوضع البيئي الحالي لجدة، بأنه ليس مقبولا، مشيرا إلى أن هناك جهودا تجري حاليا لحل هذه المشكلة وتقييم الوضع، وأضاف «أتوقع أن تكون هناك خطة واضحة ومحددة بأوقات لعمل مشاريع بيئية تصل بالنهائية لتكون جدة مدينة صديقة للبيئة ونموذجا لجميع المناطق تطبق في مناطق المملكة. واطلع الجاسر خلال تفقده صباح أمس سواحل جدة، على سير عمل المسوحات البحرية لشواطئ المحافظة، ضمن مشروع دراسات الوضع الراهن والخطة الاستراتيجية والآثار الاجتماعية والاقتصادية وتحديد المخاطر، شاكرا لأمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل دعمه للمشروع ومتابعته للمشاريع البيئية والسيول في جدة. وحول التخلص من مياه الصرف الصحي المعالجة، أوضح الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة، أنهم يدرسون الوضع الحالي، مبينا أن كل الخيارات متاحة للاستفادة من مياه الصرف المعالجة بدلا من رميها في البحر، بحيث نستفيد منها بتغذية المياه الجوفية او غير ذلك، وأنه من خلال نتائج الدراسة نصل لخطة مستقبلية للتعامل مع المياه وهي أحد المصادر التي لا بد من النظر لها جيدا، وأضاف «نحن بلد شحيح بالمياه وقطرة الماء غاية، ولا بد من الاستفادة من هذه المياه كرافد لأحد مصادر المياه الأخرى». من جهته، أوضح وكيل الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة رئيس لجنة متابعة دراسات التقييم البيئي والخطة الشاملة الإستراتيجية البيئية والاجتماعية والاقتصادية بجدة الدكتور سعد بن محمد محلفين بأن المشاريع البيئية ما زالت في طور العمل، مبينا أنها في الربع الأخير من نهايتها، موضحا أن المسح البحري سينتهي خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ، وتقريبا؛ أي بنسبة 70 إلى 80 في المئة من العينات البيئة البحرية تم أخذها وأرسلت للمختبرات، وأضاف «الآن لدينا 5 فرق عمل وخبير في علوم البيئة البحرية وكيميائية البحر وفيزيائيته لدراسة العينات، وأنه خلال شهرين ستكون لدينا خريطة للبحر تبين مكامن التلوث ومواقعه وأنواعه والثروة السمكية وأنواع الأسماك، لمعرفة إن كانت هناك آثار على الصحة العامة، ومنها الأسماك المستوطنة التي تتغذى على قاع البحر»، لافتا إلى أنه خلال شهرين ستكون مثالية من ناحية التنظيف وإعادة التأهيل وتصليح الوضع الذي تم التأثير عليه خلال السنوات الماضية. وعن نسبة التلوث أوضح محلفين، أن التلوث موجود في مناطق تأثرت على مدى 25 سنة بشكل متواصل بالصرف والنفايات، مشيرا إلى أن هناك برامج لإعادة تأهيلها، إلا أنهم تفاجأوا بمواقع جيدة بها شعاب مرجانية ممتازة وتنوع إحيائي، خاصة في شمال أبحر، إلى جانب مناطق استعادت صحتها، مشيرا إلى أهمية تقفيل المصبات والسيطرة على الملوثات وأن تحدد النسب بعد نهاية الدراسة، أي بعد شهرين، وأضاف «بعد أن تنتهي كل المعلومات تكون هناك خرائط جغرافية توضح لصناع القرار أين يتخذون القرار. ولفت محلفين، إلى أن المشكلة البيئية ومشكلة الصرف الصحي والمياه البحرية في جدة جاءت نتيجة للنمو السكاني الذي طرأ على جدة في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات، مشيرا إلى أن هناك 85 في المئة من النمو حدث خلال عشر سنوات و15 سنة، وأضاف «حاليا هناك نمو جديد ومتواصل وهو ما تحاول الخطة الشاملة معالجته، حيث إن النمو السكاني وكثافة العمران يحتاج إلى بنية طبية قوية ومواكبة.