×
محافظة مكة المكرمة

ثقافي / شعراء الخليج يشاركون فرقة الجنوب فلكلورها الشعبي بالطائف

صورة الخبر

كلمة "البرستيج" هي كلمة أجنبية تعني الوضع، والاعتبار والهيئة ورِفْعَة الشأن والمقام؛ والمكانة؛ والمنزلة، وغيرها من المترادفات الكثيرة حسب قاموس المعاني. ــــ تخرج للسوق بكامل زينتها وبكعب عال بالكاد تحافظ فيه على توازنها، وخلفها تسير خادمتها المسكينة تحمل الطفل بيد وتدفع عربة التسوق باليد الأخرى، وإذا سألتها لماذا لا تحمل هي طفلها أو على الأقل تدفع العربة؟ أجابتك "برستيجي ما يسمح لي"! ــــ تتعطل سيارة العائلة الرسمية، وغداً لديها اختبار مهم في الجامعة، فيطلب والدها من شقيقها إيصالها، ولكنها تصرخ في شقيقها "تبغى توديني للجامعة بهايلوكس غمارتين.. مستحيل"، وتغيب وتخسر درجة الاختبار، حتى تحافظ على "برستيجها" أمام زميلاتها. ــــ تدفع زوجها للاقتراض وإراقة ماء وجهه على الآخرين، حتى تتمكن من السفر خارج الوطن في الإجازة، والتقاط الصور وعرضها في "الإنستجرام" حتى تثبت لزميلاتها أن "برستيجها ما يسمح لها" أن تجلس من دون سفر في العطلة! ــــ يشتري سيارة فخمة لا تقل فخامة عن سيارات زملائه، أقساطها تلتهم ثلاثة أرباع راتبه الشهري، لكنه يتحمل كل الضغوط المادية التي يشعر بها تخنقه قبل نهاية الشهر، لأن "برستيجه ما يسمح له" أن يكون أقل منهم. ــــ في الغرب مشاهير الفن والسياسة والأدب وغيرهم يحملون أطفالهم بأنفسهم، ولا يعتمدون على خادمة ولا غيرها، ويرتدون ملابس مريحة ويتسوقون بأنفسهم، ومظهرهم الخارجي ينم عن بساطة شديدة، ولا يشعرون بالحرج مطلقا من تصرفات أطفالهم الطفولية، بل هم أنفسهم يتصرفون بعفوية تدهشك لأقصى حد. ــــ لا تحمل نفسك فوق طاقتها، وتتخشب في جلستك وكأنك "أبو الهول"، لأن "برستيجك ما يسمح لك". اضحك من قلبك، احمل أغراضك بنفسك، ابتسم في وجوه موظفيك، شارك الآخرين مشاعرهم، بغض النظر عن أي "برستيج" مزيف. ـــ حين يجعلك "البرستيج" تشعر بالاختناق ويقيدك، ويصنع منك شخصا آخر غير الذي أنت عليه في الحقيقة، فارمِه في أقرب سلة مهملات، وكن أنت بلا أقنعة مزيفة، ولا عوائق تحول بينك وبين عفويتك النابعة من قلبك. وخزة سيد الخلق وخاتم المرسلين - عليه الصلاة والسلام - كان يلاعب الحسن والحسين، وكان يقوم على خدمة نفسه وأهله، وكانت تمسك بيده الجارية الصغيرة ليذهب معها ليقضي حاجتها، وما رآه أحد إلا متبسما.