في (24/5/2006م) كتبت عن طبيب أمريكي يدعي علاج كل الأمراض بالطب البديل «الطاقة»، وكان لديه كتاب عن «مرض السكري»، تضرر منه، فتم جره للمحكمة وصدر حكم بسحب ومنع طباعة كتابه وغرمه القاضي «مليوني دولار» كتعويض للمتضررين أو يسجن. هذا الدجال المتنكر بثوب طبيب يعالج «بالطاقة» جاب الخليج لبيع الوهم، إذ اشتغل على علاج بعض المصابين بالـ«Come» الغيبوبة الميؤوس منها كما يقول الطب «الذي بدأ بتأسيسه اليوناني أبقراط 460 ق.م». لا أعرف العدد الذي باع لهم الوهم «بآلاف الدولارات»، وما أعرفه أن كل من أعرف أنه عالجهم في ذاك الوقت لم يحدث لهم أي تحسن، وأنه مضى دون أن يسأله أحد. اليوم جاء إنجليزي «جراهام دي تايلور» يزعم أنه مخترع، يعرض اختراعه بمجلس أحد رجال الأعمال بالعلن أمام الجميع بحثا عن شريك تجاري يمكنه من إنشاء مصنع. واختراعه عبارة عن «علبة وكيس» تتم زيادة حرارتهما دون مساعدة من مصادر الطاقة المعروفة «كهرباء ــ غاز ــ حطب»، فترتفع درجة الحرارة، فتؤكل الوجبة ساخنة. هذا الاختراع يؤكد صاحبه أنه موجود ببريطانيا وأمريكا والعالم منذ 30 عاما، وأنه حضر إلى السعودية كي ينشئ مصنعا لإنتاج هذا المنتج، فيصبح منتجا وطنيا 100%، وأن الهدف من إنشاء مصنع بالسعودية التكلفة ستقل 40%. الحق يقال: إن هذا المخترع يثير الريبة، لأسباب عدة أن هذا المنتج ليس معروفا مع أنه وكما يقول بدأ إنتاجه في كثير من الدول قبل 30 عاما، الأمر الآخر ــ والأكثر ريبة ــ العرف بين الشركات والمصانع حين تشتري اختراعا ما تضع شروطا على المخترع بأن يتنازل عن اختراعه مقابل مبلغ مالي ونسبة من الأرباح، ولا يحق له بيع اختراعه لباقي الشركات، بعبارة أوضح يصبح المصنع أو الشركة مالكة للاختراع. فهل يتفضل المعنيون على حماية المجتمع من الدجالين بمراقبة هذا المخترع القادم إما لنهب أفراد المجتمع أو تطوير اقتصاده؟ كذلك على رجال الأعمال أن كانوا مهتمين بتطوير المجتمع ــ القادرين على احضار من يريدون بفيز خاصة ــ ألا يجعلوا المخترع يعرض منتجه بمجلسهم الممتلئ بالمنتفعين، وأن يأخذوه للجامعة ليعرض إنتاجه أمام المتخصصين، وخصوصا أن البريطاني متواجد في الشرقية وأفضل جامعاتنا موجودة هناك.