اتكأ القاص فيصل حسن الشهري، على وسائل التواصل الاجتماعي في توصيل ما بداخل سارديه من مواجع وهموم حياتية، وضغوط نفسية واجتماعية، في عدد من قصص مجموعته الموسومة بـ"الفجيعة"، الصادرة عن"نوفا بلس للنشر والتوزيع 2015"، من القطع المتوسط 126 صفحة، والتي ضمت 9 قصص، هي"الفجيعة – المال والموت – مضجع الحب – حب في جبل الصاه – الغرفة 210... وربما الخيانة 210 – الصفحة 20 – البشر ليسوا سواء – مجنونة أحمد – حبة الخال". في العتبة الأولى للمجموعة "الغلاف" احتل كامل السواد كامل مساحته، والسواد في الوعي الجمعي دلالة على الحزن، ورُسِمَ العين في وسطه كراصد لمواقع الحزن والفجائع التي تحيط بالإنسان، وسط عالم يحيط به القتل المادي والمعنوي مع كل توالد إشراق ومغيب للشمس. ففي قصة الفجيعة رصد "الشهري" ما تفعله قنوات التواصل من تحولات في مفاهيم وقيم وأخلاق الناس، وتبدلاتهم المتسارعة، وفق تبدلات الأهواء والمصالح، وعبر حوار سهل ينتقل لتصوير حالة قتل حلم الزواج في ذاكرتيّ "ميساء والكاتب باسم"، أن أخبرت ميساء "باسم" بزواجها من ابن عمها، نقل "القاص" لنا نص المحب المفجوع المنشور عبر الجريدة التي يكتب فيها "باسم" مدونا في ذاكرة الورق" يوم الفجيعة".. في يوم بلا تاريخ .. كان نحري.. بشهادة فحلين.. أراسلك من داخل التابوت والدود يوشك على التهام أناملي، وداعا". ويأخذ الشهري في قصة "المال والموت" بأسلوب السرد الكلاسيكي قارئه إلى ما توديه حالة اكتناز المال والبخل والوضع الأسري، وبالابن أحمد الذي يعيش في بيت والده البخيل جدا، وأم مقعدة، هذا الوضع أجبره على العمل، ثم الإدمان على المخدرات، والاتجار بها للكسب السريع، وتصوير الوشاية التي أودعته السجن، وتعرضه للامتهان الجسدي والانتقام بطعنة الفاعل بسكين في السجن أمام السجناء.