أجمع خبراء استراتيجيون في استطلاع لـ «عكاظ» على أن زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى المملكة ومن ثم إلى روسيا، تؤكد على أولوية العمق العلاقي في السياسة المصرية الخارجية، وتعكس هذه الزيارة إدراكه العميق بالتحديات الكبرى التي يواجهها الإقليم من مخاطر التقسيم والتفتيت. ويؤكد الخبير الأمني اللواء محمد رضا يعقوب أنه من الطبيعي أن يستبق الرئيس السيسي زيارته لروسيا غدا الثلاثاء بزيارة المملكة لتنسيق المواقف بين البلدين لاستثمار ثقلهما على الصعيد الدولي في دعم قضايا المنطقة، إضافة إلى تقديم الشكر والامتنان لأهم وأكبر دولة عربية وقفت بجانب مصر سياسيا واقتصاديا. ويضيف أن أحداث غزة فرضت على الرئيس السيسي الإسراع بزيارة المملكة وعقد هذه القمة خاصة أنه لم تقف أي دولة في العالم في مواجهة الأطماع الإسرائيلية في غزة قبل المملكة ومصر. من جهته يؤكد اللواء مهندس سيد الجابري رئيس حزب المصري والخبير العسكري، أن الفكر الاستراتيجي يحتم على الرئيس عبدالفتاح السيسي أن يسبق زيارته لموسكو بزيارة المملكة، لوضع أجندة ترتيبات للمنطقة في مواجهة فكر تقسيم المنطقة بسلاح الإرهاب والجماعات الإرهابية المنتشرة على بعض الأراضي العربية. من جهته قال الخبير الاستراتيجي العقيد خالد عكاشة لـ «عكاظ» إن تحديات الأوضاع في الإقليم تحتم أن يستمر وبقوة التحالف الباقي والواقف على قديمه في العالم العربي بين مصر والمملكة، خاصة بعد موجات التشرذم والتفتيت، ومن ثم فإنه من الطبيعي أن تبقى العلاقة الاستراتيجية بين مصر المملكة على رأس مجموعة الدول العربية خاصة البحرين والكويت والإمارات. ويرى عكاشة أن زيارة السيسي للمملكة تأخرت بعض الوقت ارتباطا ببعض الأحداث في مصر بجانب أزمة غزة، ولكن تأخر لقاء القمة لم يمنع التنسيق المصري - السعودي والذي جرى على أعلى مستوى منذ ثورة 30 يونيو وحتى قبل تولي الرئيس السيسي، حيث كان التنسيق على أشده خلال الفترة الانتقالية في عهد الرئيس المؤقت عدلي منصور من أجل وضع حلول لأزمات المنطقة.