تحتضن الطائف اليوم «ملتقى الشعر لدول مجلس التعاون الخليجي» وذلك خلال الفترة من 15ـ 18 شوال الجاري (11ـ 14 أغسطس 2014م) وسيكون موضوعه الرئيس: «القصيدة المعاصرة في الخليج في ظل المتغيّرات الحديثة». الملتقى تنظمه وزارة الثقافة والإعلام بالتعاون مع نادي الطائف الأدبي، وتأتي استضافة المملكة لأعمال هذا الملتقى تنفيذًا لقرارات الوزراء المسؤولين عن الثقافة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في اجتماعهم التاسع عشر الذي عقد في المنامة بمملكة البحرين. وسيتضمّن الملتقى عددًا من البرامج، تشمل زيارات وجولات سياحية وثقافية وحوارات مفتوحة للمشاركين من أبناء دول المجلس، وذلك خلال الفترة الصباحية، وسُتخصّص الفترة المسائية لجلسات العمل التي تتضمّن قراءة النصوص المشاركة والجلسات النقدية لمناقشة حركة الشعر العربي في دول مجلس التعاون وتأكيد أهمية اللغة العربية، حيث سيشارك في الملتقى 26 شاعرًا وشاعرة وعدد من النقاد، أبرزهم: الدكتور عبدالله المعيقل، والدكتور صالح زياد الغامدي، والدكتورة لمياء باعشن، والدكتورة فاطمه إلياس، والدكتور محمد مسلم المهري، والدكتور عمر عبدالعزيز السيف. ومن الشعراء المشاركين من السعودية كل من: علي الدميني، وحسن السبع، ولطيفة قاري، وخليف غالب، وعلي النعمي، وهند المطيري، ومحمد أبو شرارة، وملك الخالدي، وعبدالله ناجي، وفاطمة الغامدي، وبحضور ممثل مجلس التعاون للخليج العربي عبدالله أبو معطي. ويشارك من دول المجلس 16 شاعرًا وشاعرة، فمن الإمارات يشارك الشعراء: سعيد العامري (رئيس الوفد)، وعبدالله الشحي، والشاعرة الهنوف محمد. ويرأس وفد البحرين عبدالله عقيل مع كل من الشاعرات: نبيلة زيباري، وجفلة العامري، وسلوى الذوادي والشاعر إبراهيم بوهندي. ومن قطر الشاعران: محمد السادة وراضي الهاجري، فيما يرأس وفد الكويت جاسم مال الله، بصحبة الشاعرين: ماجد الخالدي وصلاح الماجدي. ويترأس وفد سلطنة عمان نورة البلوشية، بمشاركة الشاعرة شمسية النعماني والشاعر أشرف العاصمي. وأكد عدد من الشعراء والشاعرات المشاركين في الملتقى على أهمية إقامة هذا الملتقى لمبدعي ومبدعات دول الخليج، وتوقعوا أن ينتج عنه قرارات مشتركة ذات فاعلية لجميع دول المجلس الشقيقة، مشيرين إلى أن الملتقى يتيح الفرصة للمبدعين والمبدعات للالتقاء بالأسماء الشعرية الكبيرة التي تشرف الملتقى. وقالت الشاعرة السعودية لطيفة قاري أن الخطوة تأخرت كثيرًا والحمد لله أنها جاءت اﻵن وفي مثل هذه الظروف ليلتقي الأدباء والشعراء أصحاب الكلمة الأرقى. وأكد الشاعر السعودي عبدالله ناجي بأن هذا الملتقى سيكون بحجم التطلعات والأمنيات المرجوة منه، وسيحمل أبعادًا جمالية وتلاقحًا فكريًا وتجاذبًا فنيًا رائعًا، وذلك استنادًا إلى الأسماء الشعرية المشاركة. من جانبه، أشار الشاعر القطري راضي الهاجري إلى أن الملتقيات الشعرية والأدبية والثقافية عمومًا في المملكة تعد دائمًا حسب ما يراه قبلةً للمهتمين بهذا الجانب المثير في الحياة، ومن هنا يُعتبر ملتقى الشعر الخليجي بالطائف امتدادًا وتصديقًا لهذه المقولة. أما الشاعرة الإماراتية الهنوف محمد فقالت: هذه الملتقيات تعتبر فرصة كبيرة لكل شعراء المنطقة لما يجمعهم من موروث أدبي وثقافي واجتماعي مشترك، وهذا الملتقى يلقي في داخلي الفضول للتعرّف على الطائف وعلى كل جديد على خارطة الإبداع الشعرية خليجيًا، . ويقول الناقد الدكتور عالي القرشي: لا شك أن التجربة الشعرية الحديثة في الخليج حققت إنجازًا لافتًا على مستوى الرؤيا والشكل، مما يجعل مبدعيها في حاجة للتلاقي والتعاضد على التجديد، ويعد هذا الملتقى اليوم ساحة من ساحات التلاقي للتجارب الشعرية المختلفة وتلاقي التجربة الشعرية مع العملية النقدية، فهذا الملتقى مبشّر بما سيضفي على التجربة الشعرية من جمال. وترى الشاعرة خديجة قاري أن الملتقى هو إثراء للطائف وإضافة له، وتقول: هذا الكرنفال ما هو إلا شرف للطائف ومثقفيها لخدمة الثقافة والمثقفين. وعن مشاركة المرأة، تقول قاري: التجربة الشعرية حق مشاع للجنسين والعبرة بالحالة الإبداعية والقدرة على خلق فضاءات متجدّدة، . ويقول الدكتور محمد الثبيتي: الملتقيات الشعرية فرصة سانحة لطرفي المعادلة في تحقيق مبتغاهما، فالشاعر يستطيع من خلالها تحقيق فرصة الانتشار، والمُتلقي يكفيه اجتماع هذا الكم الكبير في مكان وزمان واحد، كما أن اللقاء في حد ذاته يُعزّز الكثير من الوشائج التي تجمع أهل الصنعة الواحدة، وتضع إنتاجهم الشعري على مسمع ومرأى من المشتغلين به والمتذوقين له وتمنى الثبيتي أن يخرج هذا الملتقى ليس بتوصيات عامة لا تغني ولا تُسمن من جوع كباقي الملتقيات، بل يتمنى أن تكون مُخرجات هذا الملتقى عملية تتمثل في إنشاء رابطة للشعراء الخليجين تكون إطارًا يجمعهم ويحقق طموحاتهم. ويقول الشاعر أحمد الهلالي (المسؤل الإداري بأدبي الطائف): ملتقى الشعر الخليجي في الطائف هو تظاهرة أدبية وثقافية مهمة تكتسب أهميتها من عدة محاور، أولها الزمان الذي يعقد فيه الملتقى، وما يحيط بمنطقة الخليج من أحداث جسام، وما تمور به الساحة السياسية والاجتماعية والأدبية، لتؤكد على متانة الروابط وعمق العلاقات بين دول المجلس، ثم المكان المميز في الطائف عاصمة المصائف العربية، والتقاء مثقفي ومبدعي الخليج وتبادل الخبرات وإثراء محاور الملتقى، وفي نظري أن اختيار موضوع «القصيدة المعاصرة في الخليج في ظل المتغيرات الحديثة» عنوانًا للملتقى موفق ومناسب جدًا، لوضع القصيدة المعاصرة تحت ضوء ملائمتها للمرحلة أو قصورها عنها، والبحث عن الصوت الشعري الخليجي الذي يتجاوز الحدود الإقليمية للخليج إلى العالم العربي ويحقق العالمية في إسماع الآخر، وأنا متفائل جدًا بالملتقى، وأملنا بالله ثم بالقائمين عليه أن يظهر في أبهى صورة، وأن يحقق الأهداف التي أُنشئ من أجلها، فشاعرية الخليج عريقة وقديمة قدم العربية، ولا مراء أو ريب في أن نسمع أصواتًا خليجية تنبض بقضايانا وبإبداع شعرائنا المميزين. المزيد من الصور :