يقف المواطن سعيد ظافر مبارك القحطاني مكتوف اليدين أمام الوفاء بمتطلبات الحياة وتوفير لقمة العيش لأطفاله بعد انفصاله عن شريكة حياته. ويعاني القحطاني الذي يعمل حارسا في مدرسة بشمال بيشة، أمراضا مزمنة أنهكته كثيرا هو ونجله الأكبر، ما أدخله في حالة من المعاناة والديون لا يستطيع الوفاء بها. وقال لـ«عكاظ» وقلبه يتفطر حسرة إنه يعيش وضعا مأساويا ونفسيا صعبا، وأضاف «راتب الوظيفة لا يكفي لسد احتياجات الأسرة المكونة من خمسة أبناء من ملابس وغذاء ودواء، ومصاريف الكهرباء وغيرها من الالتزامات، فضلا عن الديون المتراكمة التي اقترضتها لتكاليف العلاج من آلام الكبد والباطنية، وأيضا لعلاج ابني الأكبر الذي يعاني من الإعاقة وتشوه كامل في كلا القدمين منذ ولادته». وأضاف بتمتمات مسكونة بالحزن: «لا أستلم أي مبلغ من الضمان الاجتماعي، وقمت بمطالبات عديدة للفرع في بيشة من أجل أن يشملني الراتب، ولكن لم أجد أي تجاوب سوى الوعود المتكررة» ــ على حد تعبيره. وأردف: «بعد انفصالي عن زوجتي وتركها لأطفالي أصبحت العائل الوحيد لهم بعد الله في القيام بكل أمورهم من أكل وشرب ونظافة، بالإضافة إلى العناية بفلذة كبدي المريض الذي يحتاج إلى اهتمام كبير». وزاد القحطاني: «أسكن في منزل شعبي قديم لا يوجد به أي أثاث سوى بعض الفرش والبطانيات جاءتني من أهل الخير، فالأبواب مكسرة والجدران مهترئة والنوافذ قمت بتغطيتها ببعض الأخشاب والأوراق كي تسترنا من أعين الناس والغبار والرياح الشديدة، وبالرغم من حرارة الشمس الحارقة التي تشهدها المحافظة، إلا أن البيت الذي نسكن فيه لا يوجد به تكييف». وبين بأن سيارته التي يملكها قديمة ومتهالكة ولا يزال يسدد أقساطها حتى الآن, ولا يستطيع الذهاب بها بعيدا خوفا من أعطالها المتزايدة.