في مقال نشرته صحيفة (المصدر اليوميّ) المتخصصة في نشر الأخبار والتحليلات عن إسرائيل والشرق الأوسط، بعنوان: "الفائزون والخاسرون في حرب غزة"، حللت فيه ما أسمته بالرابح والخاسر للحرب من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني في غزة ، وبدأت بوصف فترة الصيف، التي قامت فيها الحرب، بتسميتها بـ"الصيف الأسود" للطرفين المتحاربين. فرغم المعاناة الواضحة في غزة ، لكن إسرائيل أيضاً، رغم نجاح نظام "القبة الحديدية" في اعتراض معظم الصواريخ الفلسطينية، "كان هذا صيفاً لتجنيد جنود الاحتياط، الجنازات، حالات الطوارئ وشعور عام بالكآبة". *** ورأت صحيفة "المصدر" أن نتنياهو ووزير دفاعه يعلون، اللذين أسمتهما "الزوج اليميني"، إضافة إلى نظام "القبة الحديدية" الذي صد معظم الصواريخ الفلسطينية، هم أبرز الرابحين في الحرب، إضافة إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي فاز اقتراحه الذي وضعه منذ البداية لوقف اطلاق النار بعد أن قبل به الطرفان. وأعتُرف لمصر بمكانتها في عهد السيسي "باعتبارها العنوان الوحيد في المنطقة القادر على الوساطة بين الجانبين، رغم محاولات الأمريكيين لوضع حلفائهم في قطر وتركيا في الصورة". *** أما أبرز الخاسرين، وفق "المصدر" فقد كان جون كيري وزير الخارجية الأمريكي، الذي لم ينجح إلا "في تآكل ما تبقّى من الثقة بالأمريكيين في المنطقة وفاقم الخلاف بين واشنطن والقاهرة وإسرائيل". والثاني خالد مشعل زعيم حماس الذي "يعيش بالخارج، بينما يستمر في دعوة سكان القطاع بالاستمرار في الوقوف بحزم في وجه الدمار والمعاناة الكبيرة". وأخيراً كان اليمين الإسرائيلي المتطرف من الخاسرين الذين حانت ساعتهم ، بعد أن تجاهلت الحكومة الإسرائيلية مطالبهم كالدعوة لاحتلال غزة من جديد. *** لكن بعيداً عن هذا التحليل الذي ركز على نتائج الحرب ولم يتعرض لآثارها، أعجبني عبارة لأحد المغردين في تويتر قال فيها: "كل من يعتقد في المنطقة دولاً وجماعات وافراداً بأنه فائز والباقي خاسرون، فهو إما مغفل أو ابن ستين ألف مغفل. فكلنا يا سيدي مجرد أدوات في مشاريع أكبر منا بكثير"!! فهذه العبارة لخصت، في رأيي، الوضع الذي تعيشه منطقتنا ليس نتيجة الأحداث والتطورات التي نعيشها اليوم ولكن نتيجة لما آلت إليه الأمة العربية في الآونة الأخيرة من حال نزع منها حتى القدرة على الشجب والاستنكار التي كانت أهم أسلحتها في الماضي. *** والمؤسف أن بعض من ينتمي للعروبة تمنوا أن يصل الرصاص الصهيوني والقنابل والمتفجرات لقلب كل فلسطيني في غزة ليخلوا القطاع لإسرائيل فيتخلص العرب، كما يعتقد هؤلاء، من القضية الفلسطينية للأبد. فقد غاب على هؤلاء أن الفلسطينيين ليسوا سوى الثور الأسود الذي يريد بعض العرب أن يتركوه لإسرائيل حتى تبقى كياناتهم آمنة مُستقرة دون أن ينشغلوا بقضايا غير قضاياهم الداخلية غير مُدركين أن إسرائيل لن تهنأ بقضمة من الضفة وأخرى من غزة ولكنها تريد أن تجمع أكبر قطع ممكنة لتقوم دولة إسرائيلية تُسيطر على مقدرات المنطقة كلها لتكون إسرائيل هي محور الارتكاز في الحياة السياسية والاقتصادية للمنطقة قاطبة. وهكذا فإن إسرائيل، ستعود إليهم بعد أن تلتهم أخاهم الثور الأسود، وتكون جزءاً أساسياً من قضاياهم الداخلية والخارجية عليهم أن يتعاملوا معها قبل أن يهنأوا بالأمن والاستقرار. فهي وبعد أن يستقر لها الأمر في غزة وبقية فلسطين ستستأنف تنفيذ بقية المخطط الصهيوني في إثارة بقية المطالب لتحاول أن تنهش أراضي هنا وهناك استقر فيها أجدادهم أو كان لهم فيها موطئ قدم. فليست فلسطين إلا "فاتح شهية"! نافذة صغيرة: [[ما زالت المنطقة حبلى بالأحداث الكبيرة، ومازلنا عاجزين عن فهمها وفهم أبعادها، فضلاً عن القدرة على التعامل معها، واستيعاب آثارها ومواجهة مخاطرها، ومواجهة التغيرات الهائلة على الخريطة السياسية العربية بشكل واسع وشامل.]] د.رحيل محمد غرايبة nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain