×
محافظة حائل

وزارة الصحة تدرس توفير حراسات لمراكزها في 3 مناطق

صورة الخبر

بعد هزيمة العرب في حرب فلسطين عام 1948م ، لم يفقدوا الأمل في الخروج من تلك الهزيمة وتحقيق نصر لهم من خلال جولة أخرى، فظلوا مصرين على معاودة الكرة لاستعادة فلسطين من الغاصب، ونشأ الجيل المولود خلال تلك الأعوام على ثقافة حق الفلسطينيين في العودة وعدم الاعتراف بالدولة المغتصبة إسرائيل. كانت الثقافة العربية العامة آنذاك نشيطة في تكريس تلك المفاهيم لدى طلاب المدارس والناشئة من الشباب، لكن السياسة العربية لم يكن لها مثل ذلك النشاط فلم تساند الثقافة بما يدعم أحلامها بفعل حقيقي. ظلت السياسة العربية في عمومها خاملة، لا تتخذ أي استعداد لخوض حرب مرتقبة، أو ردع هجوم جديد متوقع في أي لحظة، ظلت ساكنة، فلا بناء لقوة عسكرية حقيقية، ولا وضع استراتيجيات وتكتيكات ترسم بذكاء لتوازي قوة العدو واستعداداته، وتؤهل الوصول إلى الغاية التي ظلت تغني لها الثقافة. ظل العدو ينمو ويكبر ويعد عدته، والسياسة العربية ماضية في سباتها، ولأن السياسة هي التي تمسك بالزمام وليس الثقافة، فإن الثقافة هي بدورها أخذت شيئا فشيئا تخفض صوتها وبدأ التثاؤب يسري إلى حماسها، وسرى الذبول إلى عروق القيم التي كانت تقدسها، ثم رأت من الحكمة أن تبدل ثيابها، وترتدي ثيابا أخرى جديدة أكثر راحة وملاءمة للنوم والاسترخاء. ظللنا إلى عهد قريب نتهكم على أنفسنا بأن العرب كلما مستهم إسرائيل بظلم لم يجدوا أمامهم من رد عليها سوى الفزع إلى الشجب والتنديد، والاستنجاد بالأمم المتحدة متخذين من ذلك أدوات دفاعية تكف الشر عنهم. اليوم، بلغ بنا سوء الحال أن تغلغل الموت فينا ليقضي على الضمائر داخلنا التي كانت تقلقنا وتؤذينا بأوخازها، فأقنعنا أنفسنا أننا نحن المخطئون، وأننا نستحق ما يقع علينا، وأن الحكمة تقتضي منا أن نحرق كلمات الشجب والتنديد، وأن نصدر بدلا عنها صكوك البراءة لمن يقتلنا. ساء بنا الحال حتى صرنا نرى موقف (الشجب والتنديد) الذي كانت الثقافة تتوشح به فنستخف بها، موقفا زاهيا، بل ذهبيا، مقارنة بما نحن فيه اليوم، فهو على الأقل، وإن لم يكن يجدي شيئا إلا أنه كان يمثل وحدة في الموقف حتى وإن كانت ظاهرية. كان العرب يطمحون إلى وحدة صف تجمعهم، فصاروا اليوم أكثر تمزقا وتشرذما مما كانوا عليه، وكانوا يطمحون إلى بناء قوة واستعادة مجد، فصاروا اليوم عاجزين عن ترميم تصدعاتهم .