أجمع عدد من الشباب والفتيات أن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي ألقاها مؤخرا جاءت مواكبة للأحداث الجارية وخصوصا ما يحدث في قطاع غزة من عدوان آثم وما يواجهه من صمت غريب من قبل المنظمات الحقوقية والقوى العالمية وكأن ما يحدث لا يعني أحدا ولا يعتبر عدوانا على الإنسانية. وكذلك خروج العديد من أصحاب الضلالات الذين يرتكبون الجرائم باسم الإسلام وهو منهم براء. مشيرين إلى أن كلمته كانت شاملة وواضحة وتؤكد حكمة قائد هذه المسيرة وأنه قائد فذ يملك بصيرة ثاقبة يقرأ الأحداث ويخاف على أمته. وأكد الجميع على الضرر الكبير الذي يلعبه الإرهاب في نشر الفتنة والفرقة، وأن تأثيره كبير بسبب استغلال أصحاب الغلو أماكن تواجد الشباب، وخصوصا مواقع الإنترنت والتي يتصيدون من خلالها ضعاف النفوس ليكسبوا تأييدهم وينشرون سمومهم من خلاله. وأضافوا أن هناك دورا كبيرا على كل فرد من أفراد الوطن يتحمل مسؤولية غرس الوطنية في نفوس الشباب والفتيات، مؤكدين أن الجميع مشتركون في التوعية بأضرار أصحاب الضلالات والمنظمات الإرهابية، وأن على وسائل الإعلام دور مهم في توعية النشء بخطرها. وهم هنا عن أهمية الوقوف ضد لغة التحريض وإشاعة الفتنة من أجل حماية الوطن ضد كل من يحاول هدمه وزعزعته وأنهم سيقفون في وجه الإرهاب ومحاربة الفتن التي يسعون لزرعها. وقال الطالب علي الحربي من جامعة أم القرى: «بناء الأوطان لا يتم بإثارة الفوضى والبغضاء وتأجيج الأحقاد والضغائن بين أبناء المجتمع الواحد، بناء الأوطان يتم بتعميق روح المحبة ونشر التآخي وإشاعة التسامح، ولا بد أن يصل كل فرد في الوطن إلى قناعة تامة بأن انتماءه إلى وطنه أهم وأسمى من الالتفات لدعاوى التحريض والفتن، وأن نقوي الوازع الديني لدى الشباب ومعرفتهم بأمور دينهم وأن طاعة ولي الأمر واجبة عليهم وأن يروا الأمور بنظرة ثاقبة لا نظرة ساذجة تجاه كل من يحاول التحريض أو النيل من مكتسبات هذا الوطن وشعبه». وقالت فاطمة سالم من جامعة لافبرة ببريطانيا: «يفتخر الطلاب المبتعثون والمبتعثات السعوديون بخادم الحرمين الشريفين كقائد عالمي يقرأ الأحداث ويعرف متى يتدخل ومدى أهمية تدخله، فما يحدث في العالم أمر مؤسف يحتاج لوقفة حازمة فكان الملك (يحفظه الله) لها». وأبانت «أن أبناء المملكة في بريطانيا يفخرون بانتمائهم لوطنهم، ورغم وجود بعض الاختلافات في الفكر أو الرؤى بينهم، إلا أن ذلك زادهم انتماء ووطنية، ولم تتمكن هذه الاختلافات من بث أية روح للفرقة أو الفتنة، لأننا نفكر تفكيرا واحدا وننظر نظرة واحدة هي أننا أبناء وطن واحد ولا نهتم كثيرا بالاختلاف في المذهب أو الفكر، ومهما حدث بيننا من اختلاف في الأفكار، فإن هذا لا يعني الحقد أو زرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد». من جانبه، قال الطالب سعود سامي القادري من جامعة الملك سعود: «تقع المسؤولية الأولى على عاتق المدرسة لخلق مجتمع واع قادر على مواجهة كل من يريد المساس بالأمن والأمان في الوطن، وهي اللبنة الأولى لبناء فكر وطني يعزز حس الانتماء للطالب في هذه المرحلة التعليمية المبكرة، كما أن للمجتمع أيضا دورا في ذلك، لأن البيئة المحيطة لها أيضا دور في تعزيز الانتماء، ولهذا أرى أنه من الواجب تنمية مدارك الشباب ونشر ثقافة الوعي وعدم التحيز في التفكير، ولنا في خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قدوة في دعوته إلى محاربة التطرف بكافة صوره وتثبيت فكر الوسطية والتسامح ما يعزز ويغير مفاهيم الجيل المقبل والتفكير بإيجابية واحدة لبناء مستقبل أفضل لوطننا». وتقول عهود الشهري من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: «تقع المسؤولية في مواجهة الأفكار المضللة على الجميع من أسرة ومدرسة ومسجد، فالوالدان في المنزل عليهما غرس أهمية الانتماء في نفس الابن، كذلك لا بد من تثقيفه على التسامح دون تعصب أو تهجم، وبالتالي يمكننا خلق أجواء يسودها الود والاحترام، كذلك المناهج الدراسية التي يجب أن تعمل على غرس روح الأخوة والبعد عن مسببات الفتن لدى الطلاب منذ نعومة أظفارهم».